طنط فريال لا تعجبها القصيدة، مع كل سطر لا يعجبها يسقط اصبع من أصابع بول ليستقر في إناء الطهي وتفشل كل محاولات أصابعه للتمرد والصعود من جديد خارج الإناء.
هي مازالت تمارس عادتها السرية على صدى صوته وعلى رائحة الشامبو الفرنسي المنبعثة من شعره، لكنها لا تتوفف عن جعل أصابعه تتساقط.
كونديرا كان يتابع الحلم من على حافة نومي رافضاً أن يكون شريكاً في حفلة جنس جماعي، مفضلا على ذلك متابعة فيلم saw مع بعض كوؤس النبيذ.
كنت أعلم أنه هناك لكنه لم يحب الصخب. أيها الصخب، هل لك ضحايا غيري تلتهم أحلامهم وتبدلها كما تشاء؟
الصداع يرسم خريطة معقدة على جبهتي ونصف وجهي الأيسر، الصخب يغرس روؤسه الحمراء لتضيء الأماكن الملغومة في الخريطة قبل أن تنفجر.
كونديرا مازال هناك على الحافة يتابع حركة بول العصبية وهو مقيد بالكرسي الخشبي ويراقب وجه “طنط فريال” المنتشي بعينين تخترقان جلدها الأسمر اللامع، ويقذف لي قبلة من على الحافة كلما انفجرت نقطة حمراء في وجهي، بهدوء يسحبني معه داخل المشهد الدموي لنبحث معاً بين أشلاء الضحايا عن بعض الأصابع المناسبة لبول الذي مازال يردد “قوس عينيك يحيط بقوس قلبي، ومازالت أصابعه تتساقط داخل الاناء”. كنت أظن كونديرا متعاطفاً، لكنه أخبرني “كم هو ممتع مشاهدة الأصابع وهي تسقط من جديد”.
كونديرا يعرفك جيداً وبول كان وجوده واجباً داخل الحلم، الآن أدركت ذلك.