كومبارس

موقع الكتابة الثقافي writers 11
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

البهاء حسين

لا أريد أن يحبنى أحد

كى لا أحبه

لا أريدُ أن أحب أحدا ً

أريد أن أحمل جثة الحياة

سأفتح وسطها كوة

وسط الحياة بالضبط

كوة

صغيرة

مظلمة

كى أبصق على النص

أريد أن أبكى وأن أكفّ عن البكاء

فى يناير.

.

من يحمل المطر إلى أصابعى

متى يهطل المطر

من يحمينى

من المطر .

.

زنة

زنتان

زن ن ن ن

المصورون يعرفون السر

لهذا ساروا مبللين فى المشهد

وتركونى معلقا ً فى لقطة .

.

كلاكيت: صور

– لا أريد

سكوت

– غدا ً

……….

الجمهور

هل يتفرجُ العراة على عريهم

كى يدفعوا زكاة المصير

الإضاءة

كم أرتعش

ولا أحسّ بأى رغبةٍ فى المجد

طعامى اليومى

آه ..

هل تكون الحياة بيتى الأخير

اليوم باردٌ

وغدا ً

وبعد غد

ملل

والجمهور لا يصفق للكومبارس

والله لا يحبه

والمنتج

والنص

والشاشة لا تحبنى

أين أحط ملامحى التى لا أحبها

لا بيت لى

وسنواتى اتسختْ

صارت أوطى من أصابعى

والكاميرا كل يوم

تدور

.

أبدأ الدور كى أنتهى من الدور

كى أبدأ الدور

والدور صغير

.

أنا لا أكذبُ أبدا ً

مرة ضربنى المخرج بحذائه

لأننى أخطأت فى هجاء اسم الأمير

ومرة ضربتنى البطلة

فاعتبرتها جزءا ً من التصوير

وانتهى الدور الخطير

.

أفكر وقد تجاوزت الخمسين

أن أعتزل الأضواء

ولكن من يبكى فى يناير

كى يضحك الجمهور

.

فى يناير

يزوق المطر الحياة

وتزداد شراسة المخرج

فى الليل

أبكى بحرقةٍ أكثر

وأشتهى سيجارة

عقب سيجارة من سجائر المخرج المغرور

سمعتُ أنه شاذ

ويتعاطى النكات البذيئة والتقارير

هل أبلغوه ما قلت أمس

إذن سيحذفنى من النص

ويفقأ عينى الأخرى

فلا أرى من يضربنى

فى المشهد المكرور .

…..

…..

عينى

أقصد عينى سابقا ً

تؤلمنى

كيف بلا عينين أبكى

كيف أعرفُ النص

كيف أنفض عنه الغبار

كيف أمشى فى عتمة النص الضرير .

…………………………….

*كتبت فى مارس 2003 ، ونشرت بديوان ” آثار جانبية للسعادة ” أصوات أدبية 2008

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم