“كل مافعله دوستويفسكى” لطارق هاشم.. عن رجع الأيام وظلال سنين الرماد

كل ما فعله دوستوفيسكي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حسين عبد الرحيم

عن “الأهلية للنشر والتوزيع” بالمملكة الأردنية الهاشمية، صدر للشاعر طارق هاشم ديوان “كل ما فعله دوستويفسكى” وهو 93 صفحة من القطع المتوسط  وبغلاف من تصميم زهير أبو شايب.

وينتمي الديوان الذي يحتوى على سبعة وعشرين قصيدة لتيار قصيدة النثر، حيث يغوص طارق هاشم في العادى واليومي من خلال علاقة الشاعر بالأب والكتب وثمة عناوين لمؤلفات جمة لكاتبات وكتاب كانت سردياتهم تتنبأ بتلك النهايات المروعة بل والمفجعة والآسيانة في علاقتهم مع الكتابة ومن قبل وبعد تلك الحياة، مفرطة الحيرة والتناقض والحزن الموغل في سرمدية كل من العيش / الوجود / الحياة..

الشاعر طارق هاشم يستعرض حالات غائمة وغائرة في وجع الفقد والبعاد فيما يخص علاقته بالأب، ومن قبل وبعد نجد الحبيبة التى تخيم بل تهشم حواسه ومشاعره رغم مرور سنوات من الجمر على تلك العلاقات والتى ليست بعابرة ولكنها ساهمت في جروح غائرة وانصبت في متون القصائد.

في ديوان طارق هاشم الشاعر المصر على تراكماته الجمالية واللغوية / البنائية بحذاقة رغم بساطة الطرح، على مواصلة مساره نحو مناطق عدمية الوجود وعبثيته وتلك الجرائم التى ترتكب في حق الحياة من قبل الآباء/ مع تقديس الأمهات وفضح تلك العلاقات الزائفة في التجتماعي والمعيشي بل والأهم والأجدى هو العاطفي والروحي والذي لم يتوان الشاعر في فض بكارة كل ما هو سطحي ونمطى زائف سواء في الحياة او في شعره الذي يصل بقصائده في هذا الديوان حد العدم الخالق والمستنطق للجمال في الوحدة والمشي ليلاً، ولكنه العدم المنير لمناطق رؤيوية وحلمية يثبت بها ومن خلالها الشاعر على فرادة عالمه وسيره وسيرته الشعرية الفريدة في تستحضارها لعقود زمنية تخص التجربة والنهل لترى أحزان “فرجينيا وولف” ونزقها وحيرتها في عوالم عدة من ظلال كئيبة تحبو نحو التلاشي والموت رغم تقديس الحياة والكتابة.

يدين الشاعر في “كل ما فعله دوستويفسكى” كل أدوات وآليات القهر في اليومي والمجتمعي والمعيشي / الحياتى، برهافة وحواس هائجة تتعاطف مع الفقراء وتمجد التضحيات عند المرأة وتحديداً والزوجة والإبنة أيضا في بنية جمالية ينحت فيها الشاعر بروية وعذوبة مغوية ليشتبك معه القارئ قابضا على ثمة حيوات تشبه حياته لتتوالد معان وتفسيرات ما أصطلح على تسميته بالتأويل والإفراط فيه.

وفي قصيدة عنوانها “في حياة سابقة” يقول الشاعر:

في حياة سابقة

كنت أعمل بائعا للكتب

كل صباح

تصافح يدى يد دوستويفسكى

تعصرها كما يعصر البحر أرواح السفن

كنت أحصى الكتب

كما يحصى الأطفال

الأيام السابقة على الأعياد.

مقالات من نفس القسم