كلامٌ في غير وقتهِ

سعدي يوسف
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سعدي يوسف

هل تكون البلادُ التي قد وُلِدْتَ بها

لم تكُنْ؟

لم تكُنْ أبداً ؛

مثل تلك الحَمادةِ …

مثل حميمِ البراكينِ إذْ يتخثَّرُ أسْوَدَ؟

يا صُورَتي

قد تقولُ: التماثيلُ ماثلةٌ؛

رُبّما، غير أنّ التماثيلَ قد بَعُدَتْ، مثل ما بَعُدَ العهدُ.

بل مثلَ ما بَعُدَ الناسُ عن كونِهِمْ بَشَراً أسْوِياءَ…

نَعَمْ!

هكذا قد غدَوْنا هنا:

قاتلٌ أو قتيلٌ…

وتلك البلادُ التي قد وُلِدْنا بها، لم تكُنْ…

فلْتَكُنْ، أنتَ، شاهِدَها، في الأقَلِّ!

ولا تبتئِسْ…

أنتَ في المطبخِ الآنَ

تلمحُ ماءَ البُحيرةِ.

قد سقطَ الورقُ

الغابةُ، الآنَ، منفسَحٌ.

سوف تلمحُ حتى القواربَ بعد انتظارٍ.

تَلَبَّثْ إذاً!

أنت في المطبخِ المطمئِنِّ…

البحيرةُ سوف تكونُ غداً، ملءَ عينَيكَ.

أطبِقْهما الآنَ:

إنّ البلادَ التي قد وُلِدْتَ بها لم تكُنْ.

ولكَ الآنَ

في بغتةٍ…

أنْ تكون!

.

لندن 20.10.2017

 

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم