عادل الصويفي
لا بجعَ في بٍركة مارينا البحرية،
لا نوارسَ تحُفّ بماء البركة،
إلاّ ما طار منها نافرا فوقها
بالقرب من سحابة،
غاطسة في ضوء قمر.
الليل يمنح البركة سواده،
هذا السّواد شِبه المُضاء
يداعب وجه الماء
الصّقيل كزبد، الوجه
الّذي يعكس الأضواء
البيض والصّفر والزّرق كمرآة، المرآة
– أعني البركة بأرجائها…- لوحة،
اللوحة تشْبه
لوحة كاييبوت(Gustave Caillebotte):
“على نهر السين”؛ لكن لا وجود لأزهار
عبّاد الشّمس فيها،
إلاّ أنّ شكل المصابيح ذات
اللّون الأصفر
تشبهها.
اللّيل يمنح البركة سوادَه،
وأنا كلّما أمعنتُ النّظر إليها
رمَتني بسواد آسر مَشُوبٍ
ببياض يُشبه
الظّلال؛
رمتني بالأضواء والأحلام والكلمات،
رمتني بريب وجودها ويقينه…
وكلّما أمعنتْ هي النّظر
نحوي، آنَسَتْ*
أضواءً مختلفا ألوانُها، تعْكسها
نوافذ ذات ألوان في Continontal *؛ فتاهت
في روح اللّيل
وغرقتْ في قرارة السّكينة.
اللّيل يمنح البركة سوادَه،
البركة تغرق في الأحلام،
السحابة والليل والأضواء
تغرق في البركة،
وأنا أغرق في الكلّ.
الليل يمنح البركة سوادَه الآسر،
البركة تغرق في الأحلام،
وانا، كالبركة أغرق في الأحلام