عاطف محمد عبد المجيد
“يمكن ترويضها”
قلبكِ الذي أحبَّه
اجْعليهِ يكرهه بشدة
الأمر ليس صعبًا
ولا مستحيلًا
كما تتصورين
عليكِ فقط
تدريبه على ذلك
حتى العواطف
يمكنُ ترويضها.
“ربما”
ها أنا أرجوكِ
أنْ تظَلّي على أملكِ
في بقائنا معًا
إلى الأبد
فأنا أحمق
وربما أغتال ما بيننا
في لحظةٍ واحدةٍ
بغباءٍ شديدْ.
“وردة”
الوردةُ التي كَلّفَني الربُّ بالاعتناء بها،
سأرعاها كما ينبغي،
سأظلُ بجوارها دوْمًا
مهْما كلّفني هذا من عناء.
“من؟”
مَن دلَّ الأحزانَ يا تُرى
على شُرْفتي،
مع أنها لا تُزيّنها الزهورُ
ولا هي تَصْطفي العصافير؟!
“ليتني”
ليتني لمْ أظلّْ هنا
ليتني اقتفيتُ أثركَ
يا أبي
في الغربةِ والغياب.
“هل..؟”
هَلْ تُريدينَ يا حبيبتي
أنْ تعْرفي كَمْ أُحبّكِ؟
يَكفي أن تعرفي
أنّكِ الوحيدةُ التي
أَخْرجُ من صلاتي مِنْ أجلها،
إذا ما أخْبرني الهاتفُ
أنّكِ تطلبينني.
“أكثر رقة”
مِن الآن فصاعدًا
سأكون أكثر رقّةً ولطفًا
معكِ يا حبيبتي
سأعاملكِ كأنكِ زهرة رقيقة جدًّا
لا لتحبيني أكثر
بل لتجعلكِ رقتي الزائدةُ عن الحد
تكرهينني حدَّ الموْتِ.
“فقط”
لخمس دقائق فقط
جلستْ بجواري
ثم انصرفتْ
ليتها انصرفتْ بمفردها
دون أنْ تأخذ روحي معها
“كيف؟”
كيْفَ لي يا رفيقتي
أنْ أعتذر لكِ عن كلِّ لحظةٍ
مرّت عليكِ وأنتِ حزينةٌ
بسببي؟
كيف لي أنْ أمحوَ مِن ماضيكِ
من دفاتركِ القديمة
كلّ ما جعلكِ تبكين؟
أنا سيئ جدًّا، أقسمُ لكِ
وقلبي كان قاسيًا عليكِ
رغمَ أنكِ كنتِ متّكئي
ومرفأي ومرسايْ
“نافذة وحيدة”
اليومَ
سَأغْلقُ كلَّ أبوابي
ونوافذي
فقط سَاُبقي نافذةً وحيدةً مفتوحةً
سأُبقي نافذتي التي أطلُّ منها عليكِ
عليكِ أنتِ وحدكِ يا حبيبتي.
“كأنكِ”
الآنَ..
لمْ تعُدْ لديَّ سوى أمْنيةٍ وحيدةْ
أدفعُ مقابلَ تحقّقها
كلَّ ما أمتلكُ بادئًا بعمري
الآنَ..
أتمنّى أنْ أحتضنكِ بقوّةٍ
ولا أُفْلتَكِ
إلا بعدَ أنْ أتأكّدَ تمامًا
أنني سحبْتُ مِن جسدكِ
ومن تفكيركِ
كلَّ أوجاعكِ
كلَّ ذكرياتكِ المؤلمةِ
نعمْ
لا أمنيةَ لديَّ سوى
أنْ تعودي سعيدةً جدًّا
كأنكِ وُلدْتِ منذُ لحظاتٍ قلائل.
“وحي”
وأسْألُني
في غيابكِ:
لمَ لمْ أعدْ أكتبُ شِعْرًا؟
فيردُّ صوتٌ:
وهل رأيتَ وحيًا يتنزّلُ على نبيٍّ
بعدما اسْتردّ الربُّ روحَه إلى أعلى؟!
“كواحد”
نحن دائمًا
هنا
وهنا سنبقى
سنبقى معًا
كواحدِ
لا كنصفيْن
“معك”
معكِ
يتّسعُ الأفقُ
يصير القلبُ يَمامًا
يشدو فرِحًا في كوْن اللهْ
وبدونكِ
تصبحُ أوقاتي بؤسًا
وأنينًا
وعذابًا ما أقساهْ.
“كأني”
سأبقى أحبّكِ
حتى رحيلي
“سأبقى أحبكِ” وعدًا عليَّ
وإنْ قلتُ يومًا
دعيني وشأني
كأني أقول:
تعالي إليَّ.
“ليتهم”
الذين ينتقدون أفعالي
يرتكبون جرائم شنيعة
أعرفها كلها
غير أنهم لا يعرفون ذلك
مثلما يظنون أنفسهم أنبياء
معصومين من الخطأ
أو ملائكة أنزلوا من السماء
ليتهم يتخلون قليلا عن حماقتهم
ويرون أنفسهم على حقيقتها
كما يرونني
ليتهم ينشغلون بما يرتكبونه سرا
بعيدا عن أعين الآخرين
ويتركونني
أمارس أخطائي البسيطة
التي لا علاقة لهم بها مطلقا
أمام الجميع.