د. سارة حامد حواس
حديثٌ صامتٌ
في مقهًى بعيدٍ
وحدي أجلسُ
يُسائِلُنِي قلمٌ أسودُ
وكِتابُ شِعْرٍ وحيدٌ مِثلي.
تجلسُ ورقةٌ بيضاءُ أمامي
تنظرُ إليَّ
تنتظرُ.
فَراغٌ يملؤني
أُفكِّرُ في أَبْجَدِيَّةٍ جديدةٍ
أكتبُها في قصيدةٍ حُرَّةٍ
تَسُدُّ ثُقوبًا ملأتْ قلبَ غَمَامِ النُّور.
أبحثُ عن أفكارٍ تاهتْ في زِحامِ الألوانِ.
أَطَلَّ عُصفورٌ عليَّ لا اسمَ لهُ
ظَهَرَ قِطٌّ وحيدٌ بلا ذَيْلٍ.
سألتُنِي: “لماذا كلُّ الكائناتِ حولِي ناقصةٌ؟”
سَمِعَ العُصفورُ حديثي الصامتَ
قبَّلَني واختفى.
أمَّا القطُّ فأهداني ذَيْلَهُ المفقُودَ ومضَى.
أحسستُ أنَّني لُقِّنتُ درسًا من أرسطُو أو أفلاطون.
امتلأتْ رُوحِي فراشاتٍ
أضاءتْ ظلامًا حَلَّ بي
سقطت أفكَارٌعليَّ
كسُقُوطِ تَتَارٍ على بلدٍ بلا سلاحٍ.
كُلُّ ما بي استسلمَ
سقطَ على ورقتي البيضاءِ من دُونِ هوادةٍ.
***
رجُلٌ أسودُ
رجلٌ أسودُ
جلسَ على كُرسيٍّ
في شكلِ ثُعبانٍ بلا لسانٍ
أطْعَمَهُ من سُمَّهِ حتَّى تشبَّعَ
صارَ يلدَغُ من يلمَسُ ذراعَهُ اليُمْنَى
في يومٍ
نظَرَتْ إليهِ بدفءٍ
تُذكِّرهُ بما مَضَى
أبَى أن يتذكَّرَ أصلَهُ الأوَّلَ
همستْ بهُدُوءٍ مُتقنٍ
أبَى أن يسمعَ
تمرَّدَ أكثرَ
حتَّى صَارَ ثُعبانًا بلسانيْن.