* الفائزُ باللذة *
بكل ثقةٍ
دخلتُ
و تحت إبطي
طريقان من القش
و الارتباك الممزوج
بالخَشْيةِ الدفينةِ
و التفاؤلِ
المرتعش….
أولاً دلقتُ ذاكرتي،
تلك المطاطةُ الخبيثةُ
فمادت الأرضية
بالقبلات المكتومة،
و البنات
اللاتي لا يتبسمن
ناحية الظِلِّ السمين
المزروعِ في شمسهِ الحارقةِ،
والوقوف دوماً آخر الممر
و استقبال الهجراتِ
و السيولِ،
أوقات الوحدة عالية النبرة
و الجَدِّ الصامت
كإلهٍ وثني،
ابتلاع الشهقةِ مع الطباشير و الخَشْيَةِ
و الكُرَةُ التي مزقت الصدر فلم أنطق
كيلا يَذْكروني في مناماتهم..
حتى الأولاد الذين ظنوني
الساحرَ الكافرَ فابتسمتُ أخيراً،
أشعلوا حريقاً
ورموني دون حبال
تشرب الطبول
وتمتص
الرقصات…
جَنَاحي الثاني،
العين الطيبة
المراوغة منذ ليلة القتل..
ألقيتها ببطء
لأتلذذ بالأحضان
وهي تخلع أرديتها السود
وتتسلى الجدرانُ
بالصور الممزقة بنَهَم
وأطنان الدموع
التي تُفَتِّشُ في رطوبة الذكرى..
ثم تلك الشبورة،
غمَّقت الإحساس
وقضت على النور المسكين
صاحب الكلَّابات
و القصر النابض
فوق التل…
الآن … و قد تعلمت أن أفعلها
وأن أرمي بكل شيء خارج السور
عدتُ إليَّ..
خفيفاً
رائقاً..
أراهنكم بما تريدون
علي أنني سأنام
ساعاتٍ واسعة
وقد أتنفس عدة مرات كل دقيقة
بكل رِفْعَةٍ…
ستجدونني قرصاناً
يملك عَظْماً في يديهِ وساقيهِ
يصلح كمخالب
وتطاوعه ملابسهُ فتصير على مقاسِهْ…
رجلاً يلوِّح بقلبِهِ
و يحتفظ لنفسه
بمرآةٍ صافيةٍ
للأعيادْ…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منتخبات شعرية، صادر عن دار “خطوط وظلال ” ،الأردن 2020.