عزالدين الماعزي
طرقُ الحبّ
**
نزع البتلة الأولى والثانية من الوردة التي بين يديه، تذكر قصّته التي تحكي عن الحبّ فيما كانت الخيبة تلفّ خطوه.
**
استيقظ من نومه على صوت حركة خارج البيت، أشعل الضوء، كان التلفاز يعيدُ أخبار الحرب.
**
انْتهى توًّا من تتبع امرأة في حقلها : تُنقي، تجمع، تشذبُ… تستدير كأنها تخاطب عشبًا طفيليا على الأرض..
– ما حشمتيشْ..!؟
**
لم يكن كما كنّا نتصوّره،
راهنا عليه لربح سباق الانتخابات لكن الأنذال حاصروه وأطلقوا عليه الإشاعات..، أسقطوه توًّا..
**
تحتلُ مجاميعه القصصية التي نشرها طوال السنين الماضية مساحة واسعة في بيته الضيّق..
في الجانب الفارغ المتبقي، الزوجةُ متذمرة تبحث عن أعشاب لإشعال النار وطبخ الخبز..
**
بإمعان يحدّقُ في جهاز التلفاز متابعًا مباراة في كرة القدم، السبسي والقداحة بين يديه..
التفت إلى صديقه رآه يشمّ الدخان ويقترب..
**
صامتًا يجلسُ.. قالت له :
– ها أنت وحيد كأعمى، الأولاد كبروا والبنات تزوجن..
متهكمًا قال :
-لك الاَن أحفاد وأسباط، ظفروا بكل شيء وأنتِ ظفرت بي..
**
يشتغلُ علال بهمّة و…
نظر إلى صديقه وقال :
إنه يعمل ويتفانى في عمله؛ يدفع البرويطة كل يوم ويرمي ما فيها خفية عن أعين السلطة خلف جدران المنازل الآيلة السقوط..
رفع الآخر رأسه… سيظل هكذا إلى آخر عمره..
**
على الرّغم من ذلك، كان يلجأ إلى الكذب في الكتابة من حين لآخر…
**
في نهاية تقديم حصّته الأخيرة، توقف طويلا للنظر من الباب، فيما التلاميذ واحدًا تلو الآخر يتسابقون للخروج من النّافذة.
**
اقتحموا واكتسحوا القاعة، طردوا الرئيس ونوابه.. كسّروا الكراسي، نصبوا بديلا عنهما.. عفوًا، انتهت الجلسة بمسرحية.
**
لأنها وحيدة ترتجف من شدة البرد ألبسوها ثيابا خشنة وتركوها فزّاعة للطيور.
**
أحضر معه كتابا وقلمًا وورقة..
دوّن شريط حياته التي مضتْ وعلّقها تميمة في الهواء.
**
طلب منهم المعلم أن يرسموا رسما حرّا على الأوراق. منهم من رسم شجرة، أزهارًا ومنازل، نجوما وشموسا..
هي فقط التي رسمت عينًا واحدة تدمع…
**
شبّهه بالبغْل… نهض فركله.
**
كسبُوا الرهان، ربحوا المعركة… أفسدوا المجتمع.
**
كانت تحبّ الزّهور التي يهديها لها في أوقات متفرقة…
حين تزوجته، عاتبته، كتب لها رواية.
**
أصرّ أن يظلّ يراقب الأمكنة، انضافت له الأزمنة.
كيف أمسح الخيبات المتكررة ؟
ليس في قريتي سورٌ يحميها من تعسف الريح ومن سلالة التهاب اللّوزتين، فقط تكاثر اللصوص والشوارع فارغة.
**
جميع سكّان القرية قصار القامة وبحدبات..، يتّقون شرّ الصفعات.
**
نصائحي لم تعدْ تجدي أمام تعدّد الطغاة..
هزلتْ.. قال المجذوب ومرّ سريعا.
**
الطريقُ طويلة والعمر قصير كيْ أفك لغز كلمات الشبكة المتقاطعة.
*”
لا أحد يراني حيث كنت فالرأس كالمسمار كثرتْ عليه المطارق.
**
لا تسألني عما فعلت ولا عمّا زرعت. الأزهار تونع بقطرات الماء.
**
صعد أعلى التلة وصرخ عاليا..
– الظلم أعباد الله.. الظلم أعباد الله..
كانوا كالسيل يمرون تباعا يحملونه معهم.
**
انْسكبت دموعي حارة قوية لحظة موت والدي… ولا زالت…
**
حمل الحجر وأشعل النار واستعد الرمي.
مرّ كلبٌ.. قطة، حمار وانسان..
التفت.. لم يجده.
**
من أعلى الصخرة.. رماها
لم يكن يحمل سلاحا كان يتلفظ بكلام (مشفر)..
**
.. يلقبوني بالمتكاسل.. الأعرج.. الأعور والأخرق..
فيما كنت أضبط نفسي.. أن أكون .. عاديا سويا.. وأنا أجمع ، أكنس الشوارع من النفايات والقاذورات… أحملها وأريد أن …أقفز.
*