قصص قصيرة جداً

عز الدين الماعزي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عز الدين الماعزي

رسائلٌ مستفزة لعجوز

1

قبل أن ينسحبَ الكاتبُ(الشيخ)، غاضبًا، طوى الورقة، الأمسية بدأتْ متأخرة.

2

تمدّ المتسولة (العجوز) يدَها فتجْني راتبَ مُوظّف.

3

أحرق (المتقاعدُ) طاجينهُ ليلا، قضم أنامِله ندمًا.

4

يفهمُ ما بين السّطور؛

قَارئي المفترض.

5

نزفْتُ قبل أن أولد وصرختُ،

الآن، أنزف دون صُراخ.

6

يشربُ الناشرُ الخمرَ في جماجم المبدعين و(يدّعي) أنّه مهضُوم الحقوق.

7

تحومُ حولي ليلا،

تُرْقصُني لسْعاً وأشبعُها لثماً

تلك (الحشرة) العنيدةُ.

*

2

سبعُ مقاطع خرقاً للقاعدة وإعلانِ حالة حرب على المتقاعد.

1

(السي امبارك)، لا تفتحْ فمك الكبير،

ثمة الكثير من المقصّات

تترصدُك في كلّ الجهات.

2

(الرايسْ) فرحٌ جدّا

لقلّةِ الإضرابات

والسببُ أعْطاب سيّارة (الإسعاف).

3

صديقي (الموظّفْ

تخيّلْ نفسك دون سيجارة في جلسةٍ صباحية منذ نصف قرنٍ

وأنت تُراقبُني أعطس.

4

قالت السّنبلةُ :

  • انتظرْني قليلًا…
  • سوف يغتالونك(بالمنجل) خرقاً للقاعدة.

5

ينظرُ بعينٍ ناقصة إلى (ڤيلاتهم) الحُمر

وينظرُ إلى (يديْه) بكلّ فخْر.

6

بوسعك أن تكونَ قردًا، كلبًا، حشرة

تستفسرُ الآخرين عن مآل الحلال والحرام؟

لكنْ، تعرفُ أنّك لستَ من أبناء جلْدتهم.

7

 لن تتصفّح مُؤخرةَ الجرائد مثل (علّالْ)

ولن تبكي أو تشْكي(لهم

فقط تتبلّلُ بالدّعاء(عليهم).

*

حوار الزهايمر

بجلبابٍ أبيض شفّاف، وقف أمام مكتب البريد ينتظر دوره بإذعان…

بعد لحظات خاطبهُ الموظف :

– سيرْ حتى لغدا الحاج، مالك معذّب راسك..!؟

– حتى لغدا ونجي، أعلاش ؟

أومأ الآخر بالإيجاب وأدخل رأسه المدور في حزمة الأوراق.

بقي لحظات أخرى واقفا ينتظرُ… في حين ربَت حارس الأمن بيده على كتفه وجرّه بأدب، قائلا :

  • جيبْ معاك الأوراقْ…؟

 أجاب : 

  • الأوراقْ، دياولاش…؟
  • دياول الخلاصْ، الحاجْ…!
  • منين…؟
  • من الدار، ولا من عند ولدك…
  • ولدي، شكوونْ ؟
  • من الدار الحاجْ.
  • أي دار؟
  • الدار ديالك؟

 ..

هامش :

بعد سنوات، متقاعدا كنتُ، صامتا… ملتزمًا بالطابور الطويل أمام مكتب البريد المحلي تنتظرني ورقة المعاش… التي مرّاتٍ لا أتذكر لماذا أنا هنا.

هل أنا من أجلها أم أنها من أجلي…؟

*

3

قلقُ مرحلة

شيخوخة

كتب تدوينة متسائلًا :

  • عن اقْتطاع (بسيط) من أُجرة معاشِه هذا الشّهر؟

قال أحدهم :

  • إنها سرقةٌ موصوفة مع سبْق الإصرار والترصُد…

 أما آخر فقال :

  • إنّها لعنةُ غيابك عن المقهى والمسجد..

بخور

على بتلات الورد أن تُعيدَ ابتسامتي

وعليّ أن أعيد 60 سنة (مِنّي) إلى الوراء.

فلاش باك

الرّضوضُ التي أصبتُ بها جعلتني أشك في معاركي ومعارفي…

خاطئ للغاية

في الحرب، الكلّ يدعي (انْتصر)

لكن لا أحد يقولُ : (انهزم).

طمع

كي أوقفَ وجعي، أخمدُ غضبي،

أعيد طلاءَ روحي بأشياء كرهتها سابقا

ضروري أن أنفتحَ على أزهار الحديقة،

أن أحيّي الأشجار على صُمودِها

أن أقول للأشياء التي تركتها :

  • مهلًا… مهلا… لا زلتُ أريدها.

*

عدّة الإراثة

لم أعرف السّبب الذي جعل أبي يُفضل أخي عليّ. أنا المُتردد، الكسول، الخجول، المذعور…

الهرمُ وأخي الخفيف، النزق، السّريعُ الذي ينتقل من هنا إلى هناك دون اعتبارات…

كانت تلك أصعبُ اللحظات التي لم أفهمها والتي جعلته يأخذُ مكاني ويتركني يتيمًا.

………………………..

*من مجموعة” صديقي المتقاعد وقصص أخرى” لم تنشر بعد.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم