قصائد من (مشانق من لحية العتمة)

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام
كل هذه الطيور يا صديقتي لا تمتلك الحقّ في الحبّ تخرج من أضلع بلادها نحو ذاك الفضاء المرتبك...

نبيل مملوك 

مشانق من لحية العتمة

“إلى المناضلات هناك”

 1-

كلّ ما عليكِ فعله

أن تُخرْجِي الثعابين

من رأسكِ

لا لبث السمّ…بل

لنثر الحكمة…

 2-

ومن ثمّ تنطلقين

نحو أرصفة يشتاق بدنها

البارد إلى أمومة خطواتكِ…

صدّقيني جلّ ما يرعبهم

أنّهم مسلحون باليتم…

ويقمعنكم  به…

 3-

سيخرج باِسم المُصْحف

قاتلكنّ

يقنع الصادقين بحبّه

بمذاق دمائكنّ

قد يتنشقون من عبير

عذريّتكم

قد يسلبون زهر شرفكنّ

قد يحاولون النيل

من خرائط أجسادكنّ …

لكنّ التاريخ آتٍ

بسلال التوثيق آت…

سلاله فيها غمام من الرحمة…

التاريخ…آخر الحكّام القادرين

على التضامن بحياد معكنّ….

 4-

في الجنّة لن تكوني

حوريّة…

ستكونين ما تريدين

تختارين ثيابكِ ربّما من لحى العتمة

ربّما من خصل المناضلات أمثالكِ

ستكونين مؤتمنة على الجنس

ستكونين أنتِ دون كسور

أو حركات…

 5-

لن تري الحريّة على الأرض

على الأرجح…

يكفي أنّ النهر يتنفس

تعبكِ

يكفي أن الشجر يتعلم الشموخ من قامتكِ

يكفي أن تغار الثمار من صلابة نهديكِ…

لن تري الحريّة

إلّا إذا اعتبرتِ للموت جناحان

يخطفانه من ال”هنا” نحو

شفق يرتوي من روحكِ هناك…

…………………………………………..

رسالة إلى امرأة ثلاثينيّة…

 ١-

لم نلتقِ في ساحة سمير قصير

مثلاً

أو على شاطئ صور

أو في مقهى الدبيبو…

كان لقاؤنا افتراضيًّا…إنتِ

تسبحين بطبيعتك في فضاء الحاضر

وأنا أتأمّل ألوانكِ وأضحك

كطفلٍ يسحره بلهوان خفيف الخطوات…

 ٢-

لو قلتِ مرحبًا في نهار

غير نهار الأحد

لما دقّ قلبي بعد ثلاث سنوات

ثانيةً…

لو قلتِ مرحبًا ونحن نغرق

في كبد الليل

لمَا سكرتُ في مساحات فستانك

العبثي…

لو قلتِ أنك في العشرين

لمَا كان طموحي الآن أن أمسك

ذقنكِ كأي مصوّر

يخطف المشهد كقربان للملامح الطفوليّة.

 ٣-

لنبدأ بعينيكِ فإذن

فجران متتاليان يهزمان

أيّ شمس حزينة تفصح

عن نفسها بدموعي

وبشرتكِ آخر العواصف

الثلجيّة هدوءًا

وشفتيكِ قوس نصر

تعبر في عمقه العبارات

كسيّارات نحو المطلق السعيد…

 ٤-

حين رجوتك أنا ابن

الخامسة والعشرين

ان تكوني معي

في المكتبة العامة

على كتف الاثار الرومانية

ان تصيغي وجودك

كعرسٍ في ميناء المدينة

لم أكن سوى رضيع

غير مفطوم من الإطمئنان…

 ٥-

يوم واحد أذهلتني

بشعركِ القصير

المصبوغ

كقصيدة نثر شاعر عربيّ

متسكع وأحلامه في

الغرب البعيد…

يوم واحد وأصابعي

تنزف ضوءًا

أرجوكِ لا تضمديها بغمام

الغياب

لا تختمي كل هذي المسام

 بالعتمة…

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

مناجاة

١-

كل هذه الطيور يا صديقتي

لا تمتلك الحقّ في الحبّ

تخرج من أضلع بلادها

نحو ذاك الفضاء المرتبك…

كل هذه الطيور يا صديقتي

ترفض أن تمنحني ريشة

أو برهة كي أحمّلها إليكِ

سقطاتي…

٢-

عند الواحدة ليلاً

يذوب الحنين إليكِ

يختلط بالنعاس

يزحف نحو الشرايين

وينام نومة أهل الكهف…

٣-

فكّرتُ مرارًا اللجوء

إلى الجنس كي أنساكِ

لكنّي خفت أن أزرع

أثر مشاعرك داخل

أرحامهن…

٤-

فلنفترض أنّكِ الشمس

هل ستضيئين

بالأفكار أناملي

أم تحرقينها؟

٥-

خمسة أجزاء ستسقط دفعة

ستغدو شاحبة إن لم تحضري

تلك هي يدي..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر وصحفي لبناني .. والقصائد من ديوانه الأول (مشانق من لحية العتمة) الصادر مؤخرًا عن دار زمكان  ـ بيروت

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم