قصائد من .. اخترعت برتقالة لـ عصام أبو زيد

قصائد من .. اخترعت برتقالة لـ عصام أبو زيد
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

 

-         1 -

إيلينا ألكسندرا أبوستوليانو

نجمةٌ كوردية من رومانيا

تدخنُ السيجارَ الكوبيَ الفاخر

معَ النبيذِ الإيطالي الفاخر

وتتركُ في باطنِ يدي

جرحاً لن يندمل

طوالَ خمسِ سنواتٍ

قضيتُها عالقًا هناك

بينَ الأوغادِ الذينَ فوقَ الأرصفة

ينشرونَ شائعاتٍ مغرضة

عن ولعِها بالفتياتِ اليونانيات

الصغيراتِ كحبّاتِ سمسم.

         2 –

سأتصلُ بكِ من سنغافورة

وأنتِ تتصلينَ من تايلاند

الكلماتُ تتناثرُ بينَ هاتينِ الدولتينِ كالنجوم

وتقطعُ الطريقَ على راكبي الدراجاتِ الناريةِ

وتضربهم على مؤخراتهم.

هل تسمعينَ صرخةَ العندليبِ في القفص ؟

اشتراه التاجرُ ليلةَ أمس

ووضعه في الصباحِ أمامَ الحانوت.

تسألينَ: ما معنى “الحانوت” ؟

لا أعرف

ولكنها

أعجبتني.

ربما كانت من الياقوت

أو واحدةً من شقيقاتِ التاجر.

سأتصلُ لأقولَ مرحبا

وصلنا إلى البيتِ قبلهم جميعًا

وأكلنا طائرًا مطبوخًا في نبيذ

وكانت ليلةً من ألفِ ليلةٍ

وليلة.

وأنتِ اتصلي

قولي كيفَ حالُ النائمينَ عندكم

اسكبي الماءَ فوقَ وجوهِهم

واهربي.

         3 –

كم أنا تعيسةٌ في هذا العالم

وتلزمُني رحلةٌ طويلةٌ إلى الاسكيمو.

كلَ يومٍ ترتفعُ درجةُ حرارتي

ووجهي يتحولُ إلى وردةٍ حمراء

حتى أقراطي تذوبُ وتتساقط.

اسمعي…

توجدُ في الحديقةِ سلالمُ يمكنُني أن أصعدَ عليها

اختاري الوقتَ المناسبَ للصعودِ

أريدُ أن ألتهمَ رقبتَكِ وأنتِ في قمةِ اليقظة

اشربي النعناعَ الساخنَ

واذهبي إلى طبيبةِ الأسنانِ وقولي لها:

تعبتُ يا صديقتي… لا أحدَ في هذهِ المدينةِ يسألُ عني

حتى الرجل الذي يحبُني يريدُ أن يأكلني.

شجرةُ الياسمينِ خلفَ غرفةِ نومي تحتشدُ فوقَها البلابل

والنوارسُ في طريقِها إلى البحر لا تتوقفُ عن الصياح

النوارسُ هيَ الرسائلُ التي أبعثُها إليكَ وأنتَ نائم

الكلماتُ في رسائلي تشكو من الأرقِ والوحدة

وأنتَ غارقٌ في أحلامِكَ الحلوةِ معَ نساءٍ أخريات.

اسمعي…

أنتِ طويلةٌ جدًا، وجميلةٌ جدًا، وثرثارة

تعالي معي إلى الحفل الغنائي الليلة

واغلقي بابَ هذهِ الطاحونةِ التي

لا تتوقفُ عن الدوران.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يصدر خلال أيام في القاهرة عن دار روافد للنشر والتوزيع

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project