أحمد ضحية*
:: توطئة:
الزنزانة للقاصة ظبية خميس؛ قصة محتقنة بالتوتر والقلق، مشحونة بالأوجاع والكآبة، تتبدى خلالها روح الرَّاوِيَّة حبيسة ذاتها، وتصوراتها وأفكارها.. سجينة لمكان متعدد الأبعاد: ذاتها، غرفتها والزنزانة النفسية التي هيمنت على وعيها.
إذ استخدمت ظبية في هذا النص السردي، تقنية ”الاسقاط“ فوظفت ذات وغرفة الرَّاوِيَّة كموضوع لهذا الاسقاط ”الزنزانة“.
:: الدلالات الصوتية لكلمة زنزانة:
لفض مغاليق هذا النص الغني، سنسعى للتعرف على الدلالات الصوتية لكلمة ”زنزانة“ بما لــ(الصوت) من أثر كبير في (توليد المعنى) عبر تقنيات الايماء والايحاء، واستدعاء المشاعر الخفية الثاوية، في قاع الذَّاكرَّة، التي تحيل إلى دلالات مختلفة في الفضاء النَّصي.. ومن هنا نلاحظ أن:
المخرج الصوتي لحرف (الزي): هو مخرج أسناني ”لثوي، مجهور“ بمعنى انحباس سلاسة النفس عند النطق، لقوة الاعتماد في المخرج، بحيث لا يهتز الوتران الصوتيان عند النطق.
كما أنه حرف ”محبوس، احتكاكي“ يجري فيه الصَّوت مع الحرف، لتمام ضعفه. لعدم الاعتماد على مخرجه، حيث يسرح الهواء ببطء. إلى جانب أن حرف ”الزي“ من جهة أخرى –وفقا لما أقره أغلب المحدثين– على خلفية العلاقة بين ”صوت الحرف ومعناه“ يدل على (الانتزاع) القوِّي.
وعلى مخرج النون نلاحظ: أنه مخرج ”لثوي، مجهور“ ينحبس فيه جري النفس عند النطق، لقوة الاعتماد في المخرج، بحيث لا يهتز الوتران الصوتيان عند النطق. كما أن ”النون“ حرف (أنفي) اتصال الاسفل بالأعلا فيه محكماً، لا يسمح للهواء بالخروج من الفم فياخذ طريقه في الأنف.
كذلك تدل ”النون“ على العمق والاحاطة (بطن الشئ) أو تمكن المعنى تمكناً تظهر أعراضه.
ونلاحظ على حرف ”الهمزة“ أنه من الحروف (الانفجارية) التي ينحبس فيها جري الصوت عند النطق، انحباسا يعيق مرور النفس تماما، فاذا أُزيل الغلق المحكم فجأة، أحدث النفس صوتاً، لأن الهواء يسرح دفعة واحدة. كما أن ”الهمزة“ تدل على الجوفية بمعنى ”الوعاء للمعنى“ وتدل كذلك على الصفة غالبا.
ونلاحظ على حرف (الهاء)كحرف ”محبوس احتكاكي“ جريان الصَّوت مع الحرف، لتمام ضعفه لعدم الاعتماد على مخرجه، حيث يسرح الهواء ببطء
فمخرج الهاء ”حنجري، هامس“ يجري فيه النفس عند النطق، لضعف الاعتماد في المخرج، بحيث لا يهتز الوتران الصوتيان عند النطق. وكذلك تدل (الهاء) على الحمق والغفلة وعدم الفطنة والتلاشي [²] وربما التوهم والتهجس.
على ضوء هذه الدلالات الصوتية، يمكننا أن نلاحظ أن هذه الأصوات التي تشكلها حروف كلمة ”زنزانة“ تشيع مناخاً من التوتر والانحباس والتشرنق والاختناق والعسف، والاحساس بالأسر في مكان حصاري ضيق ومكتوم، وهو مناخ مأساوي إجمالا!
:: عتبة العتبات:
اختزلت القاصة مدخل النص في كلمة واحدة ذات حروف قوية ز.. ن.. ز.. ا.. ن.. ة.. كعنوان ذا دلالة مخيفة وموحشة، محتقنة بمعان الأسر والتعذيب.
العنوان أحد أهم عتبات النصوص، التي يسيمها جيرار جنيت المصاحب النَّصي [³]، اذ تكمن أهمية العتبة النصية، في مساهمتها القوية في فهم النَّص والتعرف إليه؛ بوصفها مدخله، فليس ثمة طريق يفضي إلى النص، بدون المرور بمدخله (العنوان).
فالعنوان بمثابة نص موازي للنص الذي يحمله المتن.
:: التركيب الدلالي:
”الزنزانة“ هكذا وسمت ظبية خميس قصتها ومضت مخلفة وراءها التساؤل في عيوننا: أي زنزانة تعني؟ ولا شك أن العنوان بهذه الصيغة، يحيل إلي دلالات تحقق الإثارة والانفعال والدهشة لدى القارئ.
ينفتح العنوان على دلالات تعبيرية متعددة، تجعل القارئ يطرح تساؤلات وتأويلات عدة: أي زنزانة؟ وما الذي أفضى بك الى الزنزانة؟ وماذا فعلوا بك في هذه الزنزانة؟ وما هي ردود فعلك في هذه الزنزانة؟ ومن هو السجان، وماذا فعل؟
وبطبيعة الحال لن نجد إجابة إلا إذا تخطينا هذه العتبة، ودلفنا الى داخل النص. نتفحص عوالمه.
فهذه العتبة المحتقنة بالدلالات، مثلما تشظت في وجوهنا بالأسئلة، فهي متشظٍية في متن النص بأسره.
وبذلك تكون هذه العتبة، قد حققت وظيفتها الدلالية، في توليد التساؤل والإثارة والدهشة والمفاجأة لدى القارئ، فضلاً عن شعوره باللذة الفنية، لتوصله إلى الجواب عند تخطيه العتبة.
وهنا يتجلى بشكل واضح، أن هناك علاقة دلالية وجمالية وثيقة تربط ”العنوان/العتبة المركزية للنص“ بتوجيه أفق التوقع، في ”المتن“.
:: المكان فضاءً مغلقاً:
تدور أحداث القصة داخل غرفة نوم الراوية، التي لا نتعرف على هويتها النوعية، إلا بقرينة ”قلم الكحل“ الذي ترسم به وجوهاً على دولاب الملابس في غرفتها، التي تستحيل إلى زنزانة.
في هذه ”الغرفة/الزنزانة“ تبدأ الراوية المتكلمة بصوت (الأنا) فاستخدام صوت ”الذات المركزية“ هنا يتصل بطبيعة تجربة الاعتقال والتعذيب كتجربة فردية، لذلك ضمير الأنا هو الأكثر فاعلية في تسريب مشاعر الراوية ”أحتمل الجدران في النهار.. أحتمل الصمت.. أحتمل ”أبو بريص“ وهو يتنزه في الغرفة.. أحتمل اللون البني.. أحتمل تلك القضبان لنافذة زجاجها بني هو الآخر.. وستائرها كذلك.
أستطيع أن أستمع إلى العصافير التي لا أراها.. وأتخيل الشمس التي لا أحسها.. وأنسى كل شيء آخر.
في الليل تستيقظ الأسئلة.. وفي النهار تصمت الأجوبة.. وبينهما.. أمضي وأجيء.. أخربش على الحيطان.. وأرسم بقلم الكحل وجوهًا على الدولاب.. وأغطية السرير.. والمخدات“
حيث يعمل تقطيع الجمل والاستعاضة بالنقاط الواقفية، عمل اللهث والاختناق، في وحدتها القاتلة، في هذا المناخ الصوتي الذي يحيل الغرفة إلى زنزانة تعمق من الاحساس بالفضاء المغلق، في تمثلات المكان.
وإذن، حفلت الزنزانة/الغرفة، بمساحة واسعة من قلق وتوتر، مكوناتها، والذات التي تعيش فيها، فبلورت مناخ الاكتئاب النفسي، الذي تعيشه هذه الذات.
ففضاء الزنزانة بوصفه فضاءً مغلقا، مولداً لتوترات أحداث مكثفة ومختزلة، له خصوصيات ومميزات تعكس نمط الحياة داخل هذا النسق محكم الانغلاق.
المكان السردي يتشكل بطبيعة الحدث، الذي يجري فيه، ويُضاء الحدث بأبعاده وتفاعلاته مع جغرافيا المكان، وما ينطوي عليه هذا المكان من أثاثات سردية، تحيل الى الآفاق المختلفة في النص، فالمكان؛ ليس مجرد الخلفية، التي تقع عليها أحداث النص، فهو مختبر التفاعل، وفي الوقت نفسه، يتأثر ويؤثر في الأحداث، التي تجري على إحداثياته.
ومن هنا لهذه ”الغرفة/الزنزانة“ كمكان دور تفاعلي في التأثير على سلوك سجينتها وتوجيه تصرفاتها، وبلورة نفسيتها، وهي بذلك تمثل رابطاً بنائياً في المعمار العام للنص.
المكان يرتبط بالشخصية التي تتحرك على احداثياته وفي فضائه، فهنا يقيم المكان علاقة نفسية مع الراوية من موقع ”بنية الكراهية“.
وفيما هي تكره هذا المكان، فهي تكره نفسها في الآن ذاته، بتوحدها مع المكان في علاقة متناقضة، إذ تصبح هي الزنزانة نفسها التي تحبس ذاتها. فالعلاقة بينهما تفاعليه. فهو مكان شعوري (الزنزانة) ومادي (الغرفة) وشعوري/مادي (جسدها).
:: الزمان هروباً من الذات وإليها:
الزمن أيضا زمن شعوري، زئبقي هارب، لا يمكن الامساك بطيوفه، فهو ليس ليل الحركة الظاهرية للشمس، أنه ليلها الداخلي، النفسي الذي تستيقظ فيه مخاوفها، وأوجاعها ”عندما يطول ذلك الوقت الذي لا ينتمي لا لليل.. ولا للنهار.. وقت متصل.. بلا معنى.. كأنك في الفضاء البعيد.. في كواكب لم تلمسها شمس.
يفترسك الشوق إلى صوت.. صوت ما.. هل البشر مازالوا هناك خارج هذه الجدران.. أمازالت لهم أصوات.. وملامح.. أهناك ضوء خافت لنومهم.. ونهار شاسع لضجيجهم.. تظن أنك لم ترَ بشراً منذ زمن.. أما هؤلاء الذين يغتصبون صوتك في كل يوم فقد حددت لهم خانة أخرى“.
:: الحدث السردي:
تدور أحداث هذا النص، حول هذه الراوية السجينة لذاتها داخل غرفتها، التي تستحيل سجناً مصغراً فتصور جانباً من معاناتها وحرمانها وقهرها، في خضم ما تخضع له هذه الذات المعذبة، من ومضات ذكرى تصور مشاهدا حقيقية للتعذيب.
وإذا توقفنا هنا قليلاً، لتسليط حزمة أكبر من الضوء، على هذه المنطقة المعتمة، نُحيل إلى أن الآثار النفسية للتعذيب، تبقى مع الشخص المعذب لفترة طويلة، وتكون لها، بصمات مزمنة في حياته.
فعملية التعذيب تؤدي إلى تقهقر الإنسان، إلى مراحل بدائية، تصيبه بالعجز عن التعامل، مع القضايا والمواقف المعقدة، أو مواجهة الأزمات والمواقف المحيطة.
ويصبح غير قادر على التواصل مع علاقاته الاجتماعية، نتيجة الشعور بالخضوع وفقدان الاحساس بأهمية الذات، وعدم القدرة على تغيير الواقع، وانعدام الأمل في المستقبل.
من الآثار النفسية الشائعة للتعذيب بعد انقضاءه، الأرق والقلق وانعدام القدرة على التركيز، والكوابيس أو ومضات من التذكر الدقيق لتفاصيل التعذيب، بالصوت والصورة.
وقد يتطور الأمر إلى صعوبات في الذاكرة والقدرة الجنسية والعلاقات الاجتماعية والخوف أو الرهاب والوسوسة والهلوسة والاكتئاب.
من جهة أخرى، في انتقال حزمة الضوء، سعيا لتفقد عتمات هذا النص، نجده يتناص بدرجة من الدرجات مع قصة الفيلم الذي يحكي قصة حياة بروفيسور جون ناش A Beautiful Mind فهذا الرجل أشتهر بذكائه الحاد، فيدعوه البنتاجون لفك أحد شفرات الاتصال الخاصة بالعدو، فينجح ببساطة وسط دهشة الحضور.
ومن ثم يتوهم أنه يقابل مشرف غامض من وزارة الدفاع الأمريكية، يطلب منه أن يحبط مؤامرة سوفيتية، فيبدأ ناش في البحث، وفي الحقيقة كان كل ذلك محض هواجس في ذهنه نظراً لمرضه بانفصام الشخصية.
تزداد حالة جون ناش النفسية سوءاً، ويظن أنه مطارداً من عملاء روس، ويحاول الفرار منهم، بل يرفض جون ناش التعامل معهم، ظناً منه أنهم خاطفين روس.
والأمر الأكثر سوءاً أنه يفقد صوابه ويحاول إغراق طفله الرضيع، بل ويكتب رسائل إلى الــــ FBI، والعديد من الجهات الحكومية ويخبرهم أن هناك مؤامرات خارجية ضد الدولة، وكلها في الحقيقة مجرد هلاوس يعاني منها جون ناش، نظراً لحالته النفسية السيئة. كمصاب بانفصام في الشخصية أو Paranoid Schizophrenia
وهكذا يقرر جون ناش أن ينتفض ويكف عن هلاوسه، و يحاول تجاهلها بدلاً من تدمير حياته، فيقرر العودة إلى جامعة برينستون، التي أصبح فيها رئيسا لقسم الرياضيات، كما استطاع أن يحصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام ١٩٩٤ لتطويره نظرية الألعاب [⁴]
وفي هذا النص نرى ظلالاً من ذلك في شخصية الراوية، فهي مهجسة بهؤلاء الذين تراهم ولا تراهم–تتوهمهم”أستطيع أن أراهم أمامي.. وهم يستفرغون الأسئلة.. وأجيبهم.. أقول لهم.. ذلك الذي يودون سماعه.. ولا يشبعون.. ولكنني لا أراهم.. ولا أرى نفسي.. كنت أود لو أنهم كانوا يجهزون عليّ.. أحياناً.. لكي لا أنتظر.. لا أنتظر.
كل شيء في الصحو كان كابوساً، هذا الصحو الذي يطول.. ويطول.. بلا نهاية.. أحاول أن أنام.. فلا أنام.. لأيام.. وليالٍ.. أحياناً.
وعندما أنام.. أجد أصواتاً عالية.. وطرقًا عالياً يوقظني.. فلا أفزع منهم.. ولكنني أفزع من الصحو. في الليل..
وأنام نومة الغيبوبة.. عندما أصحو أصحو على أسئلتهم. لمدة طويلة تخيلت أن هناك سماً في الأكل.. يدسونه لي كي لا أنام.. ولا أصحو.. رفضت الطعام.. وعندما جعت أكلت الخبز.. وشربت الماء.. ودخنت السجائر.. ”سجائرهم“.
الثياب.. نفسها.. البياض نفسه.. اللهجة المتكررة.. الوجوه التي تشبهني.. ولا تشبهني.. أجهزتهم الصغيرة.. ووجوههم.. التي تلتصق فيها رائحة الكلاب.
كنت أرى وجوههم كل يوم.. وأنساها كل يوم… بقيت القطعة السوداء على عيني.. حتى عندما قرروا أن يفكوها. وبقي النور الوقح هو الوحيد الذي يصل إلى وجهي منهم.
التعرية أولاً.. التهديد ثانياً.. أن يكسروك مثل عود الياسمين.. ويحرقوا حرارة قلبك بين أياديهم.. التكرار لأقوالك.. أن تقول.. وتقول ثم تقول الشيء نفسه مرة ثانية، وثالثة، ورابعة.. وهكذا“
وهنا تنتقل الراوية من الحديث عما حدث (لها) الى الحديث عما حدث (له) فنفاجأ بشخص آخر أشبه بضيوف روايات ماركيز العابرين، ليست لدينا أدنى فكرة مسبقة عنه”ثم ماذا فعلت أنت بالضبط.. وما الذي يريدونه هم بعد أن عرّوك كل تلك المرات.. أنت لا تعرف غير أنهم ودوا لك أن ترى عورتك معهم.. وهم مكسيون بالبياض.. وبالجهاز.
في الحمام.. يسقط الماء بعنف فوق الرأس.. تريد أن تغسل رائحة صوتهم.. بيدك أولاً.. بأظافرك ثانياً.. ثم بأسنانك.. في الأخير يتبخر كل ذلك الماء.. وكأنك لم تغتسل.. ولا يبقى منه إلا قطرتان واحدة في عينك.. والثانية في الدماغ.. في القاع، تماماً“ فهل هي تستل من ذاتها ذاتا اخرى تعيش التجربة نفسها فتخضعها للأسئلة، أم أن ثمة وجود حقيقي لشخص في حياتها تعرض للتعذيب.
الراوية (الذات) والآخر،كلاهما تعرض للتعذيب والعنف الجسدي والنفسي، إذ تصف عجرفة الجلادين وقسوتهم، التي تجسدت في ممارساتهم البشعة، بتعرية هذا الآخر، الذي تحكي عنه مثلما اغتصبوا أفكارها. ما يحيل إلى أن القاصة ربما تقابل بين عالمين متناقضين: عالم حقيقي واقعي، وعالم نفسي متوهم يعادل الواقع الحقيقي.
:: خاتمة:
مثَّلت الراوية دور الضحية الساعية لفضح الجلاد بالكشف عن ممارساته العدوانية ووصفت مشاعرها، وما مرت به من تعذيب داخل هذه الزنزانة عبر لغة متوترة، عبرت خلالها الأحدث كدفقة شعورية، تنطوي على تيارات الاحاسيس المؤلمة والمشاعر المحقونة بالخوف ”مرت حياتي كلها أمامي.. منذ لحظة الولادة.. وحتى لحظة الجدران الضيقة.. كلها مرت.. الطفولة.. والأهل.. والبيوت.. والعناوين.. والسفر.. والعمل.. كل أفكاري مرت من أمامي.. عارية.. أمام عيون وأيادي وأجساد تغتصبها لحظة فلحظة.. وكانوا لايملون من فعل الاغتصاب.. ذلك.
يتبادلون أماكنهم.. ويتقاسمون زمنهم.. بيني وبينهم أمتار. كانوا هم الطاولة.. وكنت أنا الكرسي الخشبي. أحيانًا كان الغثيان يملأ رأسي“
……………………..
[¹] ظبية خميس، الزنزانة، antologia.com ٢٨يناير ٢٠١٨
[²] منال النجار، القيم الدلالية لأصوات الحروف في العربية، مجلة جامعة النجاح للابحاث- العلوم الانسانية، مجلد ٢٤ (٩) ٢٠١٠
[³] عبد الحق بلعابد، جيرار جينت من النص الى المناص، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، الطبعة الأولى ٢٠٠٨
[⁴]بيرنهاردت ج. هروود. ترجمة ممدوح عدوان، دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، دمشق الطبعة الرابعة ٢٠١٧
*جرعة من الألم الجسدي والنفسي، قد تؤثر بصورة ايجابية على قدرات الفرد العقلية والجسدية لتحفيز هذا الألم للأدرينالين، ولكن هذه الجرعة إذا استمرت، فإن الشخص يدخل إلى منطقة ضبابية من الإدراك، تعرضه إلى قبول أية فكرة حتى إذا كانت منافية للمنطق أو لمبادئه الشخصية، ما يسمى بــ ”عملية غسل الدماغ“.
وفي بعض الحالات يظهر الشخص المتعرض لعملية التعذيب، تعاطفاً مع جلاده. وتعرف هذه الظاهرة النفسية المعقدة بـــ(Stockholm syndrome) متلازمة ستوكهولم.
وفي بعض الأحيان أيضا، ولفقدان شعور الشخص الذي تعرض للتعذيب بوجوده ككينونة، فإنه يلجأ إلى تعذيب نفسه أو إلحاق الأذى الجسدي بنفسه، كمحاولة لإثبات أنه ما زال موجوداً.
من أشهر الأمراض النفسية التي قد يكون الشخص المتعرض للتعذيب عرضة لها هو مرض post-traumatic stress disorder أي توتر ما بعد الصدمة.