مُنْذُ أَعْوَامٍ ثَلَاثةٍ كُنْتُ
بِلَا ثَوْرَةْ
***
فِي هَذَا الصَبَاح
سَأُمَارِسُ يَا وَطَنِي عَلَى جُدْرَانِكَ فِعْلاً فَاضِحاً
فَهَلْ سَتَمْحُوهُ السُّلْطَةُ
لِيَتَفَرَّقَ فِي دَمِي
وَحْدِي فِي هَذَا الصَّبَاح
أُوغِلُ فِي تَفَاصِيلِكَ يَا وَطَنِي
وَأَعْصُرُ مِنْ جُدْرَانِكَ دَمَ الشُّهَدَاءِ
لأَرْسُمَ مَلَامِحَهُمْ
جرافيتي
وَرُبَّمَا فِي هَذَا الصَّبَاح
تَرْسِمُ رُؤَى عُشْباً وَوُجُوهاً عَلَى جُدْرَانِ الفَصْلِ وَفِي شَارِعِ مُحَمّد مَحْمُودْ
بَيْنَمَا الجَدَّةُ العَجُوزُ فِي شَمِّ النَّسِيمِ تَدُقُ البَصَلَ عِنْدَ بَابِ المَنْزِلِ
مِنْ أَيْنَ أَمُرُ إِذَنْ وَقَدْ حَاصَرَتْنِي خُطُوطُ العُشْبِ وَرَائِحَةُ البَصَلِ
وَمَعَاوِلُ السُّلْطَةِ التَّنْفِيذِيَّةِ فِي الحي
لَوْنُ البَاصَاتِ .. الدُّسْتُورِ
وَجِرَاحَاتٍ أُثْقِلَ بِهَا الوَطَنُ مُنْذُ سِنِينَ
كَانَ صُنْبُورُ المَاءِ لَا يُمْكِنَهُ أَنْ يَغْسِلَ وَجْهِي هَذَا الصَّبَاح
وَلَا يَكْفِي لِشَرْبَةَ مَاءٍ وَاحِدَةٍ
أَوْ لِغَسِيلِ قَصِيدَتِيَ الضَّائِعَةَ فِي شَرَايِينِي
أُحَاوِلُ أَنْ أَخْلَعَ وَجْهِيَ القَدِيمَ
أُقَاطِعُ التُّرَاثَ وَأَنْقَطِعُ عَنْ البَلَاغَةِ القَدِيمَةِ
لَا أَسْتَطِيعُ يَا مُحَمَّدُ
لَعَلَّ هَذَا فِعْلُ تَوَارِث الأَجْيَالِ
أَوْ تَبَادُل السُّلْطَةْ
ـــــــــــــــ
*شاعر مصري
خاص الكتابة