رضا كريم
حاويةٌ
حاويةٌ للأيامِ
حاويةٌ للأشهرِ حاويةِ للسنواتِ
حاويةٌ للخديعةِ حاويةٌ للكلماتِ الكاذبةِ
للكلماتِ الساخرةِ وللكلماتِ المجدبةِ
حاويةٌ للمواعيدِ حاويةٌ للمدنِ تمدحُ بحكامِها
حاويةٌ للمطرِ المحبوسِ في الصدرِ
للأقمارِ المختبئةِ بين الغبارِ
للأصدقاءِ الذين لا أعرفَ نواياهُمَ والى أينَ أنتهوا
حاويةٌ لقلق ِالمنفى لسنواتهِ الطوالِ
حاويةٌ لهذا الفراقِ ، لما أهوى
حاويةٌ لهذا الموتِ ، للأحياءِ الموتى
لروادِ المقابرِ لمؤسساتِ البكاءِ
للشعبِ الخاملِ أو العاملِ بعهرِ السياسةِ بلاحياءِ ،
أتركَ كلَّ هذا
دعْها تنهمكُ بما تشتهي/
و دعْ المخاوفْ
دعْها تلتهمُ ذكريات عاطلةً
وأن لم تجدَ شيئاً في متناولِ اليدِ
ضعْ ما يناسبُ من النسيانِ
ضعْ كلَّ غيومَ الحزنِ في جعبتِها
حتى هذا الويلُ الواقفُ على الجهةِ الثانيةِ
أنظْر ماذا فعلَ هذا النخلُ
الشاردُ عن نفسهِ
أنظْر كم من السماواتِ أثقلت كاهلَهُ
وكم من النجومِ الطالعاتِ
الشاهقات ِ من يأ سِنا تكلَله ُ
وأنظرْ لمن قالَ
لمن لم يقلْ
لمن جاء َ
لمن لم يصلْ
فلا عشبةُ الحالِ تتمايلُ في أملٍ لا أساطيرُ ولا حِكم ُ.