د.شهيرة لاشين
في قرية “كفر طحلة” بالقليوبية، وُلد سمير درويش، الشاعر والروائي الذي ستنحت التجربةُ ملامح روحه مبكرًا. هناك، حيث يتكوَّن وعي الطفل على صلابة الأرض وصرامة العيش، كان عليه أن يكبر قبل أوانه. في ورش السجاد اليدوي تعلَّم الانضباط والدقة والجلد، يقضي اثنتي عشرة ساعة منحنيًا على الخيوط مثل الكبار، ثم يعود ليستكمل دروسه التي لا بد أن يتفوق فيها، غير ملتفت إلى عينيه المثقلتين بالإرهاق. هذه المعادلة الشاقة بين العمل والدراسة غرست فيه قدرة استثنائية على الصبر، وأوجدت بداخله شعورًا بالتميُّز والمسؤولية، مشدودًا دائمًا بخيطٍ من الإصرار نحو النجاح، أيًّا كان الميدان الذي يخطو إليه، أو العمل الذي يباشره.
تمتزج في شخصية سمير درويش واقعيةُ ابن القرية بطموح المثقف الذي يدرك أن النجاح رحلة صعود طويلة، تبدأ من الداخل قبل أن تترسَّخ في أعين الآخرين. وقد تجلَّى ذلك في محطاته المتنوعة، منذ بداياته في قصر ثقافة بنها، حيث حظي برعاية الأديب الراحل فؤاد قنديل، وانفتح على عالم الشعر بدعم الشاعر الكبير حلمي سالم، لتنطلق مسيرته الأدبية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود.
بدأ بكتابة قصيدة التفعيلة متأثرًا بصلاح عبد الصبور، قبل أن يخطو نحو قصيدة النثر بحثًا عن صوته الخاص وسط تأثيرات شعرية عربية وعالمية. صدر له حتى الآن تسعة عشر ديوانًا، إلى جانب أعمال نقدية وروائية وسياسية، غير أن الشعر ظل مشروعه الإبداعي الأوثق. تنقَّل بين السعودية وأمريكا ومصر، جامعًا بين خبرات العمل الثقافي وتجارب الغربة، ما أضاف إلى كتاباته بعدًا إنسانيًّا ومعرفيًّا متنوِّعًا.
عبر كل تلك المحطات، ظل سمير درويش مثالًا للمثابرة والبحث عن المعنى عبر الكتابة، حاملًا منذ الصغر صبر الكبار وحساسية الشعراء، حتى غدا أحد أبرز الأصوات الشعرية في جيله. في حضرته، نحاول الإحاطة بتجربته الشعرية والروائية، والتعرُّف إلى آرائه في مجالات الحياة المتنوعة. يتوزع هذا الملف بين شهادات لكتَّاب وكاتبات من الوسط الثقافي المصري، ومقالات وقراءات نقدية لمجموعاته الشعرية وكتبه الروائية، إضافةً إلى عدد من الحوارات التي أُجريت معه، لنقترب أكثر من رؤاه وأفكاره. وفيما يلي، سيرة أدبية وثقافية له، تمهيدًا للانتقال إلى محاور الملف.
سمير درويش
سيرة أدبية وثقافية
– مولود في 7 يناير 1960.
– شاعر مصري من جيل الثمانينيات، وله محاولات في كتابة الرواية، والمقالات الثقافية والسياسية، وفي تجديد الخطاب الديني.
– شغل وظائف: مدير عام الإدارة العامة لفرع ثقافة الجيزة بوزارة الثقافة المصرية، مدير عام اتحاد كتاب مصر، والمدير التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب (منظمة إقليمية).
– مؤسس ورئيس تحرير مجلة “ميريت الثقافية” الإلكترونية الشهرية التي تصدر عن دار ميريت للنشر.. صدر عددها الأول في يناير 2019، وأصدرت (60) عددًا حتى ديسمبر 2023، وهي تقوم على التطوع والجهود الذاتية بالكامل.
– ترأس تحرير مجلة “الثقافة الجديدة” المصرية، التي تصدر عن وزارة الثقافة، لأربع سنوات في الفترة من 2013 إلى 2018.
– مدير تحرير مجلة “الكاتب العربي” التي تصدر عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب من 2007 إلى 2019.
– عضو اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب دورة يناير/ فبراير 2023.
– عضو اللجنة الثقافية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب دورات 2019 (اليوبيل الذهبي)، و2020 و2021.
– شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والمهرجانات الشعرية داخل وخارج مصر، وشارك في إعداد وتنفيذ بعضها.
– ترجمت بعض قصائده إلى اللغة الألمانية، ونشرت في أنطولوجيا لشعراء العالم صدرت عن مهرجان برلين الدولي عام 2010.
– ترجمت جميع دواوينه إلى الإنجليزية، وأصدرت له دار أوستن ماكولي الإنجليزية أربعة دواوين في مجلدين: الأول يضم ديواني “تصطاد الشياطين” و”أبيض شفاف”، والثاني يضم ديواني: “في عناق الموسيقى” و”مرايا نيويورك”.
– ترجم الكتاب الثاني الذي يضم ديواني “في عناق الموسيقى” و”مرايا نيويورك” إلى الفرنسية والبرتغالية والهندية والإيطالية والروسية والإنجليزية والإسبانية.. على الأقل، وصدر عن هيئة الشارقة للكتاب بالإمارات العربية المتحدة.
– حصل على جائزة نادي القصة عن رواية “خمس سنوات رملية” 2002.
– حصل على جائزة اتحاد الكتاب، الرواية التي تستلهم التاريخ، عام 2006.
– حصل على جائزة أفضل ديوان شعر من معرض القاهرة الدولي للكتاب رقم 47 عام 2016 عن ديوانه “أبيض شفاف”.
* أصدر 27 كتابًا:
** 19 ديوانًا شعريًّا:
1- قطوفها وسيوفي، ط1 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 1991.
(طبعة ثانية عام 2000).
2- موسيقى لعينيها/ خريف لعيني، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1993.
3- النوارس والكهرباء والدم، كتاب إضاءة 77 الشعري، 1998.
4- الزجاج (قصيدة طويلة)، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1999.
(طبعة شعبية عن مكتبة الأسرة عام 2002).
5- كأعمدة الصواري، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2002.
6- يوميات قائد الأوركسترا، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2007.
(طبعة ثانية عام 2008).
7- من أجل امرأة عابرة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2009.
8- تصطاد الشياطين، دار شرقيات عام 2011.
9- سأكون ليوناردو دافنشي، دار الأدهم بالقاهرة، 2012.
10- غرام افتراضي، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2012.
11- الرصيف الذي يحاذي البحر، دار النسيم للنشر بالقاهرة، 2013.
12- انهيارات بطيئة، دار مجاز للنشر بالقاهرة، 2014.
13- أبيض شفاف، دار مجاز للنشر بالقاهرة، 2015.
14- في عناق الموسيقى، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2015.
15- مرايا نيويورك، الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة، 2016.
16- ثائر مثل غاندي.. زاهدٌ كجيفارا، منشورات بتانة، 2018.
17- كامل الأوصاف، الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة، 2019.
18- يكيف جرائمه على نحو رومانتيكي، دار ميريت للنشر بالقاهرة، 2020.
19- ديك الجن، دار ميريت للنشر بالقاهرة، 2021.
* كما أصدر 3 روايات:
1- “خمس سنوات رملية”، سلسلة الكتاب الفضي، 2004.
2- “طائر خفيف”، عن كتاب الاتحاد، اتحاد كتاب مصر عام 2006.
3- “ليس بعيدًا عن رأس الرجل- عزيزة ويونس”، دار بتانة للنشر، عام 2024.
* وكتابين في الفكر السياسي والديني:
دولة الملتحين، دار دلتا بالقاهرة 2014.
أفول العقل العربي- عن زواج الديكتاتورية والأصولية الدينية، دار الأدهم بالقاهرة 2022.
* الكتاب الأول من المذكرات الشخصية:
العشر العجاف.. من الهزيمة إلى النصر، الآن ناشرون وموزعون، 2018.
* وله كتابان في النقد الأدبي (إعداد وتقديم)
1- تفكيك مركزية السرد العربي، دار الآن ناشرون وموزعون بالأردن، 2018.
2- فتنة التشكيل، قراءات في شعر رفعت سلام، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2021.
