البهاء حسين
انتهت قصتنا، وكان لا بدّ أن تنتهي
ادخرنا، على مدار سنوات
ألف قبلة
ألف حضن، تحسباً للحنين، لكنني اليوم
فى المصعد البطيء الذى كنا نختاره، لنطيل أمد العناق
رأيت قبلاتك فى انتظارى
ترفرف كالفراشات
:
من دونك يا “جيهان”
تلسعنى الوحدة، إلى درجة الهرش
ومعك يلسعنى تأنيب الضمير
،،
المصعد يجعل القبلة خالدة
كالزقزقة
:
ما من شفاه تشبه القلب
مثل شفاه جيهان
ما من شىء يشبه الرحم كالمصعد
أنا أحب صوت المصعد
طاعته العمياء للأزرار
ليتنى مُسيّر مثله
،،
عندما تقفز عائداً إلى موضعك
حين يفتح الباب فجأة
تقفز عائداً إلى يتمك
،،
كانت جيهان تأتى كل عام مرتين
فى الشتاء والصيف
ثلاثة أيام كل مرة
وأنتظرها بقية الأيام
بالطريقة التى يعرفها كل شخص ينتظر
أصطاد الهواء
،،
كان لا بد أن نبتعد
من يلوم البحر على المدّ
الشتاء على المطر
القصة على نهايتها
:
لم يكن لدى البطل أو البطلة وقت
كلاهما متعب من الانتظار
لهذا يدخلان المصعد بلهفة
كأن أحدهما سيدخل الآخر
:
لتعرف وجهة السهم، لا بد أن ترى رأسه
،،
كنت أضمك يا حبيبتى حتى تطقطق منا الضلوع
لكن كيف للعدسة أن تصور الطقطقة
،،
المصعد صندوق بريد يحمل الأشواق إلى أعلى
ونحن الرسالة
تكتبنا الأزرار
وكل طابق فضيحة محتملة
،،
سوف أنتظر
سأحتفظ بحبرى السرىّ، حتى ندخل المكتب
ثم ألفظ الرعشة
،،
من يطرد الأسئلة
الحزن من القلب
من يطرد الأزرار من المصعد
،،
ثمة ستارة فى المكتب تجعل بلوغ الكمال شيئاً ممكناً
والعواطف مرتفعة
لكن هناك الباب
:
كل باب يفشينا بطريقته
فتحة المقبض تصور الشهقة
:
لا مصعد فى بيتى
لهذا كلما صعدتُ السلمّ
فقدت جناحىّ، لأننى من دون جيهان
،،
رائع هو الحب
لكن اختلاس زوجة من بيتها
يجعل الحب كفاً مرسومة تقطع الطريق
،،
يبدأ السلم، لينتهى
كان لا بد للتصوير أن يتوقف
جرب البطل أكثر من طريق إلى حبيبته
جربت البطلة أكثر من طريقة فى القبلات
تعانقا خلف كل باب وهما يعرفان أن الأبواب تقود الأيدى إلى الوداع
:
ما الذى كنا نشعر به يا جيهان ونحن ننزل من الطابق الخامس
أهو الفراق، أم تأنيب الضمير يجعل بشرتنا باهتة كأنها كفن
والمصعد مقبرة
كلانا ينظر إلى الآخر كأنه يشيعه إلى مثواه الأخير
:
النهاية ليست سُبّة يا حبيبتى
هي شيء لا بد منه، لتكتمل القصة.