رنا التونسي
أحياناً
لا تسدل السماء ستائرها
مع نزول أول ليل طويل كئيب
نحن مرضى الدرجة الثالثة
أو الأقل خطورة
نحن صرعى الحكمة
لحظة انفتاح النافذة
وعبور الهواء دفعة واحدة
دون إطلاق زفير مناسب
نعرف للتو
ماذا فعلت السنون بنا
السرير الذي ظل لسنوات شاغراً
من كل جثث القتلى والشهداء
لا بد له من فراغ نهائي
بحيث يمكنه الوقوف شامخاً
ومراقبة روحه وهي تسقط باستمرار
فوق أذرع غريبة.
كل ما أشمه
هو رائحة مكواة
تركت على ملابس رثة
فاشتعلت
ودائرة من البلل
وأسنان بيضاء
لا تدع مجالاً للشك بغير ابتسامة
وأحلام تموت
حين لا تصبح هناك أي شرفات للخروج
وأنا أكتب القصائد منذ فترة
لا أعرف تماماً
هل كان هذا ألمى أم ألمها؟