شعيب حليفي
الليلُ سلطانٌ بربريٌّ بسلهام أسود على فرس أدهم يجري من الظلام إلى الظلام عابرا اللحظة الفاصلة في الزمان من ضوء النهار إلى نور العتمة.. والأرواح تتراقص مثل شرارة من سِراج جفَّ زيته، تستعجل المقاومة وهي لا تعقل مساحة الليل.
مرَّ النهار طويلا ومُمددا مثل راعي إبل وحيد. والليل، مسمول العينين، متكئ على مرفقه يتحسّسُ باليد الأخرى أسرار الفجر، فيما رجلاه تُلامسان الحدود الساحرة للغروب، وبهما يستشعرُ اعتصار الأرض في دورتها الأليمة.
وهو ممدَدٌ على مرفقه، يرفعُ الليلُ يده المتحررة عاليا للقبض على رُسْنه المجلجل، فموعده على وشك البدء، ثُمّ يجمع رجليه إلى حدودهما القصوى قبل أن يمدّدهما كمن يدفع بهما ثقل ما تَراكم، يدفعُ النهار والراعي والإبل والشمس والباقي من الزمن، ولا ينسى أن يترك منفذا صغيرا، من بين أباخسه الكثيرة، لسوسو والصرّار طيّاب العنب والقنفذ وأنثاه.
في تلك اللحظة من الشفق، قفزتُ فوق الجسر الرمادي فدخلتُ في حُكم الليل ومشيتُ قُدما غير مُلتفت إلى النهار الذي بدا شاحبا. رتّبتُ مع عيسى برنامج الليلة، في الجزء الذي يُتقنه فقط، فتوجّه إلى بيته لحمل ما أعدّته افَّيْطنة بنت الفقيه الحمّادي، بينما سِرتُ إلى ضيعتي بفدّان العنب.
اغتسلتُ ثم عاودتُ، بعد ساعة، الخروج، والليل غسق، لزيارة صديقي الحاج صالح بضيعته خلف الغابة، بعدما أجرى عملية جراحية، ولم أشأ إخباره بحفلة الحصاد لأنه لن يستطيع صبرا وهو الذي كان يجمعنا في منازل كل الفصول.
- لم أتخيل يوما أن يخونني الجسد وأشعر بالعجز. مُعجزتنا في عجزنا. قال.
- إذا كان عجزنا معجزة، فماذا تسمى الموت؟. قلت.
- هو بداية الحياة الفعلية.. لأن ما عشناه مجرد تمرينات لاختبار الحدود النهائية للعجز. قال.
ضحكنا كما تعوّدنا، فنحن لا نهزم عجزنا وجهلنا إلا بالسخرية والهروب إلى الأقصى في أرض المستحيل.
- لعلك تخفي عني شيئا. قال.
- لا شيء يستحق الحكي.. فقط قررتُ إنهاء حالات أنصاف الحلول. العمليات الجراحية وبدون تخدير أقصر الطرق إلى الحلول الجذرية.
- ليس هذا ما أقصد. أمور أخرى لا علم لي بها. قال
- هل تقصد ما قاله الگرطيط لسُوسُو، أم جنون الأسعار، وروسيا وأوكرانيا وأمريكا وإسرائيل. قلت بكلمات سريعة.
- بل أهم من كل هذا..أقصد الليلة التي تنوي إحياءَها على شرف الحقول التي تخفَّفتْ من حمل المسؤولية.
شرحتُ له أن ليلته ستكون بعد أن يستعيد جسده عافيته، فلم يقتنع. ولولا فترة نقاهته الضرورية، لقام معي متقدما ومتحكما.
***
ساعة العتمة وفي الوقت المحدد، هاتفني صديقي اعْلي المسكيني الذي عاد من بلاد المهجر قبل أسبوعين، وقد تجدّدت صداقتنا بعد انقطاع ثلاثين سنة، حينما استوقفني بالدار البيضاء، قبل ثلاث سنوات، رجل خشن بلباس أنيق فارتمى يعانقني وهو مبتهج فيما كنتُ مندهشا لأني لم أعرفه، ولمّا انتبه سألني فنفيتُ بعدم التذكّر، فرمى لي باسمه ولم أتذكر ثم ذكر لي اسم مدينة بنيفينطو الإيطالية، آنذاك، كمن ضَربتُ، بلا تردد، برجلي وبقوة بابا صدئا لمَخزن سري نسيتُه مغلقا منذ ثلاثين عاما. ولما وجدني ما زلت أفتش مرتبكا ويدي توشك مسحَ آخر طبقة من الغبار على وجه الزمن، استعجلَ ورمى لي بنرد ذهبي: فيرونيكا.
- فيروووووونيكا !! يا صاحبي !!
ثم عانقته وتكلمنا وقوفا في الشارع دون أن ننبش في ذكريات حيّة تتربص خلف باب حديدي فتحته بضربة واحدة، وفي الأخير تبادنا هاتفينا..بعد ذلك انقطع التواصل بيننا لكونه لم يعد إلى المغرب منذ تلك السنة إثر الوباء العام.
أخبرني بأنه وصل من الدار البيضاء التي له بيت بها، فأرسلت له التحديد الجغرافي لضيعة فدّان العنب على تطبيق التراسل الفوري.
وصلتُ الى الضيعة فاستقبلتني سوسو حزينة لأن الليل يُشعرها بالوحدة، وفيه تُدرك أن لصوص النهار عُميٌ، بينما لصوص الليل مُبصرون.
-هل تخشينَ أن يسرقوا ما نملك؟
-أخاف أن يسرقوا الليل مثلما سرقوا النهار. قالت سوسو.
– تخيلي يا سوسو.. هل يمكن أن نحيا في زمن لا ليل ولا نهار فيه؟ قلتُ
– آويلي !!عَوْوْوْوْوْوْ…
تردد من بعيد عواء متصل وحزين، لعله للكرطيط فاقد الذيل، وهو يستعطف سوسو أن ترأف بحاله.. وبعد لحظات بات متواترا يتقاطع وصوت صرّار الليل العازف، طيّاب العنب.. الذي لا ينقطع.
استبدلتُ ملابسي بفرجية بيضاء واسعة، ثم جلستُ في الصالة المستطيلة والتي لا توجد بها سوى الزرابي الثقيلة ذات الأهداب، مفروشة عليها وسائد مختلفة الألوان.
وصل اعْلي المسكيني فشعرتُ معه بفرح طلع من روحي دون أن أستطيع إخفاءه، سلمني قميصا أسود اللون وحذاءً رياضيا وبعض القهوة .. هدية منه لصداقة مُصفّاة بلا شوائب. جلس بالقرب مني فبدا لونه شاحبا وكتفه اليمنى مائلة بوضوح. تحدثنا عن الوباء وإيطاليا والهجرة، وكلانا يتجنب فتح المَخزن القديم، ربما ننتظر علامة تمنحنا الشجاعة لرؤية ثلاثة أشهر قضيناها بإيطاليا.
دخل عيسى السْمايْري وفريق الحصادين والحمالين فشربوا الشاي وتعشينا، ثم ودعتهم وبقيتُ برفقة اعْلي المسكيني وعيسى، وبعد ساعة التحق بنا الراعي الحَيْمَر الذي ألححتُ في حضوره، وكان عيسى ماكرا، كعادته، يسأل الراعي الذي لا يخفي شيئا، من أسرار الدّوار، مما يكتمه نهارا، لكن الحَيْمَر، في سياق بوْحِه بما سمعَ وعلمَ وأدركَ، وبدون رقابة يقتضيها السياق، وفي لعبة من ألاعيب السُرّاح، قال له:
- لعل الأدهى الذي لم نسمع به في زمننا أن عيسى راجل افَّيْطنة، من فرط حبه للرّحالية وصدّها له، بات يزور السحرة والشوّافات حتى يلين قلبها ويعود إليها.
كان يتحدثُ وهو ينظر في عيني عيسى، كأنما يروي له عن شخص آخر. أما اعْلي المسكيني فتململ من مكانه وهو يراقب حكاية اعتقد في خاطره أنه سمع بها أو قرأها في عيني فيرونيكا قبل كل هذه العقود الثقيلة.
صمتَ الراعي فيما بقي عيسى ينظر إليه مستمعا. كأن هناك فارقا زمنيا بين المتكلم والمستمع، تلاه دويُّ صمت ملفوف في فراغ سقط من علوّ شاهق فارتطم بعقل عيسى. عيسى الذي شرب الكلام والمعنى وارتوى، وضرب بيده طربوشه الأحمر، وهمَّ يريد عُكّازة َالزينة التي أثث بها صورته الليلية، وهو ينظر نحوي كما لو كان يستأذنني في ذاك الجزء من الثانية، لينزل بها على رأس الحَيْمَر المندهش والساكن.
توقف.. ثم عاد يفكر في ما قاله عنه، ونحن نضحك من المشهد الذي انقلبَ على عيسى، وسمعتُ سوسو تضحك بدورها، بينما توقَّفَ الصرّار عن عزفه المتكرر، مؤقتا، ليرتوي بدوره.
- نعم، كلامك صحيح آ السويرح. فعلا ذهبتُ عند الشوافة بنت دويدة وصاحبها المهدي. قال منفعلا دون أن يستطيع تصنع الرد بشكل طبيعي.
- لعلني نسيتُ إخبارك .. أنا هو المهدي آسيدنا عيسى ولد مّي اهْنية !!قال الراعي باندهاش.
انتهى الحوار بالعودة سريعا إلى البسط والضحك، وتبيّن أن الراعي أحس بمكر اعْويسَا فأراد أن يكون خير الماكرين به، وعاد يُصفر في مزماره القصبي بنشيد يستعطف النهار القادم ألا يكون نسخة من سابقه.
فقَدَ الرُّعاة، ممن مسَّتهم ريح قُربهم من المدن، كلابهم وأغانيهم ولعبهم وصبرهم. كذلك ضيّعت الدواوير، التي تطل على المدينة، روحها البدوية وتحوّلت إلى بؤر معقدة وملاجئ بلا هوية فاقدة لأي انتماء، إلا مَن اخشوشنَ وأدركَ التحولات بعقل فَطِن.
تقدمت سُوسُو أمام الباب الزجاجي الكبير والمفتوح جنوبا، وربضت تنظر إلينا، نحن في النور وهي في الظلام. التفتَ إليها الراعي الحَيْمَر مشتكيا بأنها كلما رأته بالضيعة تنبح عليه.
- إنها لا تحبني. أحس أحيانا أنها آدمية أكثر منها حيوانية. قال الراعي.
- إذا كنتَ تريد أن تتأكد من حبها، فعليك ببرنامج مشموم تيست للسيد مومو. قال عيسى بنبرة الناصح.
تردَّدَ الراعي ثم التزم الصمت مبتسما بثقة بيِّنة، ولم يشأ الرد على عيسى من نفس جنس النصيحة.
ودون سابق ربط، وتلك خصلة لم تتغير في اعْلي المسكيني الذي فاجأني بسؤال تأخر كل هذه السنوات:
- لم أفهم لماذا رفضتَ البقاء، هناك، وقررتَ العودة وحدكَ؟
هل كنتُ عاجزا عن الرد، لأني لا أملك جوابا حاسما يُقنعني أولا قبل صديقي، أم إن بعض اختياراتنا في الحياة هي فعل لا يحتمل لعبة السؤال والجواب؟ نعم، هي فعل فقط !.
ورغم ذلك لم أبخل على ضيفي فقلتُ له، وكان الراعي الحَيْمَر قد تدلى برأسه ينتظر الجواب أكثر من انتظار غيره الذي حمله على كتفه اليمنى كل هذه العقود الثلاثة:
- ومن قال لكَ أني كنتُ ذهبتُ حتى أعود !!
آنذاك قام الراعي الحَيْمَر وشرع يرقص رقصا بدويا برجل واحدة وهو يطوف ويغني جوابي كما نطقته بدون تحريف، ثم ختمها بصرخته العالية : عوْوْوْوْوْوْ.
عاد إلى مكانه مُقرفصا ينظر إلىّ بملامح محايدة وسط استغراب الجميع، أما سوسو فقد اختلطت عليها فصول الليل المُدهشة، بينما عاد الصرّار إلى معزوفته يُغازل بها السكون. التفتُّ نحو صديقي فرأيتُ الغموض ما زال عالقا يتململ على ملامحه التي ازدادت شحوبا، فعدّلتُ من الجواب قائلا:
- من قال لك يا صاحبي أني عدتُ من هناك!!
قام الراعي مثل المرة الأولى وجدد الرقص على رجله بطريقة دائرية وهو يُعَوْعِوْ ويُهَوْهِوْ ويركل ويفركل.. ثم عاد إلى مكانه. أما صاحبي فلم يستوعب أو يربط بين السؤال القديم والجوابين وما رافقهما من فعل الراعي، فقررتُ تقديم جواب محتمل ونهائي لا رجعة فيه عن سؤال حقيقي ولا نهائي:
- هل تتذكر الكتاب الصغير الذي كانت فيرونيكا تحمله بيديها يوميا وتلاعبه، وشغلني أكثر من الزمن الذي كنا فيه. ذاكَ الكتاب يا صاحبي بداخله الجواب عن سؤالك وأسئلة سوسو والسويرح الحَيْمَر والبوجعران والكُرَزّيط وطياب العنب وزد حتى الگرطيط وعيسى..
قام الحَيْمَر من مكانه يريد تكرار رقصته وهوهوته، لكنه توقفَ لمّا سمع اسمه مذكورا، فجلس يفكر.. هل هو مقلب من مقالب الليل !
- عوْوْوْوْوْوْوْ…
***
صاح سائق البيك آب من بعيد، مناديا عيسى، والذي هرع مسرعا، فنزل الحاج بَلْمَدني وتركهما متوجهين في مهمتهما المعلومة.
تقدم الحاج بَلْمَدني بلباسه التقليدي بطيئا بحكم سنه الذي تجاوز الثمانين، وسُمنته الظاهرة على جسمه المربوع، وكانت سوسو تهز ذيلها وهو يدخل البيت، فقمتَ واقفا في مكانكَ وهو يتقدم نحوكَ وقد مدّ ذراعيه بشكل أفقي كمن يريد العناق، وكان الراعي الحَيْمَر قد جلس متأهبا في وضعية انتظار متابعا برأسه، وفي نفس الوقت تراقب سوسو المشهد من الجهة المعتمة.
وهو أمامكَ.. أخذَ بكلتا يديه رأسك وقَبّله قُبلة واحدة، بعدها قبض على يدكَ اليمنى بقوة، وأنتَ تريد سحبها منه، فقبّلها قبلة طويلة وصادقة.
جلستُما.. فقام الراعي مرتبكا وانكفأ على ركبتيه يقبل يديْ الحاج، بعدها تحوّل يُقبل يديكَ الاثنتين، في حين كان، من قبل ،يكتفي بالسلام عليك يدا في يد. ثم قام يستعجل حمْل الصينية إلى المطبخ، لإعداد شاي ساخن مع بعض الحلويات.
وضع الصينية ثم انسحب خارجا بدعوى انتظار عيسى، وهو يهش على سوسو لتبتعد وتترككما تتحدثان، لكنها تمسكت بالبقاء في مكانها تسترق السمع ككل بني البشر.
ظل اعْلي المسكيني قاعدا يُتابع في صمت، بعدما قدّمته إلى الحاج، وكان حديثكما خافتا في ما جرى مع الردّاد، وفي ما يجري. ومن حين لآخر، يكرر عليك بعض طرائفه مع جدّك ووالدك.
اقترب منكَ اعْلي المسكيني وهمس في أذنك:
- الآن فهمتُ جيدا لماذا عدتَ.
- كل شيء ، يا اعْلي يا صاحبي القديم، كان مُزمّما في كتاب فيرونيكا. همستَ، بدورك، في أذنه.
***
مرت ساعة أو أكثر وقد أسدف الليل، لم ننتبه للوقت إلا مع قدوم عيسى والسائق ومن معهما، فقام الحاج بَلْمَدني متكئا على عكازته وعلى كتفي. مشيتُ معه مودّعا وهو مُشبِكٌ يُمناه بذراعي، ولمّا وصلنا الباب تقدمَ منه الشيخ البرغوث وسلم عليه بتقبيل رأسه، كما تقدمت مرافقته وهي ملثمة فقبلت يده، ودخلوا في ما بقي سائقه قريبا منا يتقدمنا ونحن نتمشّى نحو الباب الكبير. تبعتنا سوسو وكانت قريبة جدا منا. توقفنا فالتفتَ نحوي:
- جدّك أوصاني أن أقول لك: لا تُخبر أحدا بما تفكر فيه إلا للأصفياء وهم قلة. لا تُكلم أحدا لا تعرفه. لا تستمع إلى أحد لم تنظر في عينيه. اهملْ من يهملك. لا تصدّق من لا يصدقك. الكرامة قوة والجهل مذلة.
التقطت سوسو الجملة الأخيرة فعَوْعَوْت بخفوت ضاحكة وهي تضع قدمها الأمامية اليمنى على فمها.
- عوْوْوْوْوْوْوْ…
عدتُ إلى الصالة فوجدتهم قاعدين بالقرب من اعْلي المسكيني. غير أن عيسى أخذني جنبا ووشوش لي بكلام ونحن ننظر، معا، إلى الشيخ البرغوث ومُرافقته. تبسمتُ وقد سهوتُ قليلا قبل أن أعود إلى مكاني. جلسنا في نصف دائرة نتحدث عن الحصاد والجفاف و شُحّ الماء ورُخْص البهائم ثم غلائها، والكساد والفساد والحرارة وكورونا والحكومة.. فيما كانت مُرافقة الشيخ البرغوث صامتة، تجلس بالقرب منه تشرب الشاي وتأكل من تشكيلات الحلويات.
لم يسبق لي الاستماع إلى البرغوث، من قبل، ولكنني أعرف تفاصيل حياته الدقيقة، برواية زوجه الأخيرة والصغيرة زِيرَا / الزيراوية. وقد وشوش لي عيسى سريعا، قبل جلوسنا، بأن زِيرَا، لمّا كلّمها صهره الفقيه الحمّادي في شأن ليلة يحييها زوجها، وعلمتْ أنها بفدّان العنب، اختارت له “خيرة الگْناوية” لتُرافقه.
رن هاتفي مرة واحدة. نظرت إلى شاشته، تم تركته جانبا، فارتبك عيسى حينما دعوته إلى فتح الباب الكبير لصهره برفقة ولد جُوهرة صاحب آلة الحصاد الجوندير. نظر إليّ نظرة خرساء، فقلتُ له:
- الليل يحبُّ المفاجآت يا عيسى. عجِّل فالليل لا يحب الانتظار.
جلس الفقيه ولد الحمّادي إلى جواري وهو منبسط، بينما بقي ولد جوهرة قريبا من الراعي يتسامران بصوت غير مسموع.
شعرت سوسو باكتمال الجمع، فصاحت معلنة بدء الليل والليلة:
– عوْوْوْوْوْوْوْ…
يُتبعُ بالسادسة