ألقصة تدور في منزل ريفي إنكليزي حيث تدخله عروس ساذجة تعيش في حالة خوف ورعب دائميين بسبب غياب ألزوج وتركها وحيدة مع مديرة منزلها ألغريبة ألأطوار والتي توهمها بأن راعية ألمنزل ألأولى لم تمت لكنها إختفت ويطل شبحها مع إطلالة كل غريب يطأ هذا ألمنزل و” ربييكا ” وهذا هو إسم ألزوجة ألمختفية مستعدة للإنتقام وقد تقتلها في أي لحظة ، هنا يتدخل هيتشكوك للتلاعب بأعصاب ألمشاهدين وفق آلية عجيبة من الإخراج ألسينمائي تسبقه ميلودراما عنيفة يتخللها رعب هو أقرب للحقيقة وفي ألنهاية يتضح أن لاوجود لشبح ألزوجة ألأولى ألتي غادرت ألحياة منذ مدة وأن كل ذلك من تدبير مديرة ألمنزل ألتي تريد الإستحواذ عليه ، وقد تقمصت دورها ألممثلة ألبارعة ” جوديث أندرسون ” .
هيتشكوك وقبل أن يقدم على إخراج “ريبيكا ” كان قد قرأ ألرواية عدة مرات وبدأ يبحث عمن يكتب له سيناريو ألفيلم فعهد به إلى ” مايكل هوغان ” ألذي لم تعجبه طريقة كتابته وإستقر أخيرا إلى ” جون هاريسون ” ألذي قدم له سيناريو تفوق فيه على كاتب ألقصة ألأصلية وعند ألمباشرة بتصوير ألفيلم إصطدم هيتشكوك بمنتج ألفيلم ألذي أصر على إختصار بعض مشاهده وأوضح ذلك بمذكرة طويلة ، إلا أن هيتشكوك أفهمه بأن عدم ألمساس بكل مشاهد ألفيلم سوف يخدم ألنص ألأصلي للسيناريو وبالتالي سيخدم ألفيلم وهذا ما حصل له فعلا .
وعلى ألرغم من مرور 69 عاما على إنتاجه فقد عاد فيلم “ريبيكا ” وبكل قوة متصدرا محلات بيع أقراص ألدي في دي في مخازن ” وسمث ” حيث صرح أحد موظفي ألمخزن ألمذكور بأن هذا ألفيلم قد تقدم على أفلام عديدة في ألبيع خاصة ألأفلام ألمحسوبة على كلاسيكيات هوليود كفيلم ” ذهب مع ألريح ” ألذي تزامن عرضه ألأول مع عرض فيلم ” ريبيكا ” في أربعينيات ألقرن ألماضي .
أفلام هيتشكوك لازالت مطلوبة حتى ولو كانت بالأبيض والأسود ، لأن ألطريقة ألفريدة ألتي أدار بها سيد أفلام ألرعب في إخراجها تُعجب حتى ألمشاهدين ألصغار منهم وهذا مالمسناه في فيلمه ” ألطيور ” إضافة إلى دقته في إختيار أماكن ألتصوير وإستخدامه ألمؤثرات ألصوتية ألتي تزيد من إضطراب ألمشاهد وتجعله يعيش أجواءا حقيقية وهو ملتصق على كرسيه في صالة ألعرض .
” ريبيكا “عادت مع هيتشكوك لتنافس أكبر مجموعة من ألأفلام عرفتها هوليود طيلة تأريخها ألفني ألحافل وإذا كان للأوسكار أن يمنح أفلاما عفى عليها ألزمن إفتراضا ، فمن حق هذا ألفيلم أن يترشح ثانية له .
ــــــــــــــــــــــــــــ
*ناقد وشاعر عراقي
خاص الكتابة