على بوابةِ الأبدية

أسامة عاطف
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أسامة عاطف

العالم لن ينتهِ اليوم يا عزيزتي

فلا تكترثي

بإضاعة حصة اليوغا خاصتك

أنتِ طيبة جدًا

وكل ما يُعنيكِ هو أحمر شفاهك

والكثير من مساحيق التجميل التي ستزينين بها مكتبكِ الأنيق

والوقوف لساعاتٍ طويلة أمام المرآة

تقومين فيهن ببعض التعديلات على وجهك الطفولي

طيبة يا عزيزتي ولا تعرفين حقيقة عالمنا المريع

الذي يتمثل في احتراقاتِ الثورة

القنابل التي انفجرت في الأجسادِ الخاطئة

الشهداء الذين تنازلنا عن حقوقِهم

بالتدريج

المعول الذي قطع رأس الفلاح قبل أن يذهب بالطعامِ

إلى صغارهِ الجوعى

الأطفال الذين يجرّون عربات الحلم بثيابٍ ممزقة

المخدرات التي أصبحت أرخص من طعامِ الفقراء

وأكثر وجودًا

مصانع الغاز التي تَهرب سيرًا على الأقدام للصهاينة في الليل

عوادم السيارات التي تبادلت الاختناق مع الأكسجين في الأجواءِ باتفاقاتٍ ضمنية

الطعام المسرطن

وحقول الذرة التي تتفحّم من أجل تدفئة البطون الكبيرة

رأس “عم” أحمد -مالك الكشك- حين انفجر بطلقةِ خرطوشٍ عوراء على أيدي لصٍ أحمق

كان يسرق علبة سجائر واحدة فقط

فهو لم يكن يملك ثمنها؛ كما قال!

عَينيّ الأدب العمياء

ويديه اللتين تسوقهما عاهرة

الأغراض الخفيّة للميتافيزيقا

في إشباع عقول الجهلاء

فلسفات نيتشه المتضاربة

مطرقته التي تشبه شاربه المضحك

عربدة الواقع في بار الرؤوس السوداء

وصوت تهشّم العظام في محطاتِ المترو

الرغيف الذي يساوي حياة

والحياة التي لم تعد تساوي سوى الموت الرخيص

أنتِ طيبة يا حبيبتي

ولا تعرفين شيئاً

العالم لن ينتهِ اليوم

وحتى لو

فقط دعينا نتبادل القبلات

بحرارة.

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني