***
أنت الآن كذئب السّهوب
حيوان فاضل
في عمر هاري هالر تماما
مثقلا بالثلج و الكتب
و مجرات حمراء تسبح في عينيك
مستهترا بالطبيعة
و بنفسك
وحيدا
في غرفة تتقاعس فيها الأشياء عنك
سريرك حصانٌ مبقور
و الكرسي الذي كلّما هممتَ بالجلوسِ عليه
يتقهقر مسافات
بالكاد تدور عقاربُ الساعة في دمك يساراً
و رجلاك رغم العُروض
عاجزتان كلّياً
عن الرقص
حتى الجدول الذي قفزتَ عليه في خفة قبل أربعين عاما
توقّف خريره في رأسك.
قل لي إذن، أيها الذئب الفاضل
“هل حقا أضعتُ و إلى الأبد
ما يجعل حياتي أقلّ حلكة.
***
شيماء
شيماء
أفطرتُ على حلوى الماكارون الفرنسية
هذا الصباح
كل مذاق بزوجين :
زوجين من التين
زوجين من الليمون
زوجين من المشمش
زوجين من جوز الهند
زوجين من الفستق
زوجين من الكراميل المملحة
لا أعرف لماذا انتابني شعور بأني على ساحل المتوسط
و أن ثبج البحر يتهاوى رذاذه في قهوتي
حين زعق طائر الموت
في الضباب
من تلك الطلقة في رأسك
و خرجت روحك
في مذاقي من التين إلى ملح الكراميل
زوجين
زوجين
هذا الصباح
***
عزيزي رياض
لا زالت طاولة المطبخ القديمة على حالها
عارية بلا سماط
عليها خدوش أقلام مدرسية
و حزوز سكاكين
و حزن دامغ حار لا يُمحى
ما زالت بكل مسامير الشعر كاملةً
ترتجّ كلّما ذكرنا اسمَك …