كان حبك للمسرح طاغياً في هذه الفترة، فبدأنا معاً حضور عروض مسرح الجامعة واشتراكك في مسابقة النقد المسرحي وأيضاً عروض المسابقة الرسمية للجامعات على مسرح السامر ، وفوزك في مسابقة النقد كل عام . ومن هنا تعرفنا على مهرجان المسرح “التخريبي” – كما كنت أحب أن أطلق عليه وقتها – في أوائل شهر سبتمبر من كل عام .
كانت أمتع الأوقات تلك التي كنا نقضيها في مكتبة المدينة الجامعية واستعارتنا للكتب فقد قرأنا كل أعمال الكتاب الكبار تقريباً. أيضاً ذهابنا للمركز الثقافي الروسي لمشاهدة أفلام يوسف شاهين التي كانت ممنوعة من العرض وقتها ، ومناقشاتنا الحادة مع زملائنا عما يقصده يوسف شاهين.
هل تذكرين المشهد الذي تكرر في أكثر من فيلم – العربة السوداء الصغيرة القديمة ، التي تشبه الخنفساء وحجافل البشر وهم ينزلون منها – ربما كان يقصد الحياة في النهاية وليس مصر كما كنا نظن .
ولا يمكن أن أنسى ندوة الأستاذ محمد جبريل في نادي نقابة الصحفيين ، والمناقشات الحامية حول النصوص التي كان يتجرأ كاتب ويلقيها على الحضور ، فقد كنتم أنتم النقاد وهكذا لا تتركون هفوة في أي نص .
كنت أتعاطف مع المبدع الذي تواتيه الشجاعة لقراءة نص وهو يعرف جيداً أنكم ستقومون بواجبكم على أكمل وجه . حقاً كانت أياما جميلة، أيام البراءة البكر . وقد ظلت الأخوة بيننا تساند إحدانا الأخرى في هذه الحياة وستظل بإذن الله . هذا على المستوى الشخصي ، أما على مستوى الإبداع فهذا رأي قارئة فلست أملك أدوات النقد كالنقاد الذين يحللون بإسهاب كل حرف ، إن نجلاء علام مبدعة بحق ، تستطيع أن تدخلك عالمها الثري المبهر بسلاسة ورشاقة ، بلغة جزلة تمتعك ، تحيرك أحيانا حتى تصل في النهاية لما أرادت أن تقوله .