طه لمخير
على ضِفافِ البَحْرِ مشَينا الهُوَيْنَا
أنا وأنتِ ملتصقانِ كقُبَلَةٍ بينَ شفَتَيْنْ
كحَمامَتَيْنِ في مَوْسِمِ التَّزَاوجِ تَرْمحانْ
كنَجْمَينِ مِنْ فَلَكَيْنِ بَعيدَينْ
تَلاقَيا صُدْفَةً عِنْدَ بابِ الشَّمسِ
لا يَعْرِفُ سِرَّنَا إلا هذا البحْرَ الكَتُومَ الوَسْنَانْ
إلا طُيورَهُ المُهاجرَةَ إليهِ كلَّ صَبَاحْ
إلا رائحتَهُ المِلْحِيَّةَ التي تَمْلأُ أنْفاسَنَا وَنَحْنُ نَذْرَعُهُ ذهاباً وإيَّاباَ
أتَسْمَعينَ هذه الموسيقى تَتَدَفَّقُ من أمواجِهْ
تَدْعونَا للرَّقْصِ الشَّهِيِّ على سريره اللازَوَرْدِيِّ
ما أرْوَعَ حركاتِنا وَنَحْنُ نَطْفو فَوْقَهُ عارِيَانْ
مُلْتَحِمانِ مكشوفانِ مُبْتَلاَّنْ
ليسَ أمامَنَا سيوفٌ ولا خلفَنَا عُيونْ
ليس فوقَنَا أحكامٌ ولا بَيْنَنا قُضْبانْ
أنا وأنتِ مُلْتَصِقانِ كقُبْلَةٍ بَيْنَ شَفَتَينْ
ضُمِّي إليكِ صَدْرِي بقوةٍ
وداعِبِي صَبْرَهُ بِثَنْدُورَتَيْكِ الوَرْدِيَتَينْ
كحَبَّتَيْنِ مجنونتينِ من فاكهةِ الرُّمَّانْ
وَاجْعَلي ذراعَيْكِ كخَاتَمٍ حَوْلَ عُنُقِي
وساقَيْكِ كَزُنَّارِ راهِبَةٍ يُطَوِّقُ خاصِرَتِي
والْعَبِي بِي كما شِئْتِ واغْرِسي مَخَالِبَكِ
واتْعِبِينِي قهراً أنْثَوِيًّا
واغْوِينِي بِعُودِكِ الرَّطِيبِ الرَّنَّانْ
واعْزِفِي على أوْتَاريَ السَّبْعَةِ
وهَيِّجِينِي بمفاتِنِكِ كثَوْرِ حَلَبَةٍ إسْبَانِي
ثم نامي بعد الوليمَةِ البحْرِيَّةِ على كتفي
مُخَدَّرَةَ الوَعْيِ خَائِرَةَ القُوَى
واتْرُكِينِي أدَخِّنُ سيجارةً على بقايا الخِوانْ
وأشْرُبُ ثُمَالَةَ غيبوبتي قَبْلَ أنْ أَنامْ
أَجْمَلُ ما في الحُبِّ يا حبيبتي
عندما نُنْهِي السَّهْرَةَ وكِلانَا مِن نَشْوَتِهِ سَكْرَانْ