حاروه- وائل السيد
الكاتب المصري الكبير عادل أسعد الميري يؤكد أنه يعمل حالياً في عدد من المشروعات، قائلاً لـ24: “أنا معتاد على الانشغال بأكثر من موضوع واحد”، والعمل الأول الذي ينشغل به حالياً “رواية تدور حول مذكرات شاب مثقف مولود سنة 1953 في فرنسا لأب فرنسي وأم جزائرية، عاش كل أزمات جيله الثقافية والسياسية، خاصة أزمات الشباب المغاربي، فهو رغم كونه أفضل حظا بكثير من الشباب المغاربي، لأن والده كان فرنسيا حقيقيا، إلا أنه لسوء حظه ورث الملامح الشرقية عن أمه. كان يعاني من عدم إتمام الدراسة الجامعية، ومن البحث عن مهنة، ومن التنقل الدائم بين المدن الفرنسية، وكان يعاني كذلك من اضطرابات الهوية، ومن التردّد بين المسيحية ديانة والده، والإسلام ديانة والدته، والكفر الصريح المنتشر بين الشباب الفرنسي، بالإضافة إلى ميول مثلية لم تستطع أن تعبر عن نفسها بوضوح، ثم مات منتحرا في عيد ميلاده الخمسين”.
صاحب “كل أحذيتي ضيقة”، و”لم أعد آكل المارون جلاسيه” أضاف: “كما أعمل ببطء على ترجمة كتابين عن الأساطير المسيحية، مما يعني القراءة والبحث في مراجع عديدة، في الكتب التي تعالج المعتقدات والممارسات المسيحية المختلفة، في الكنائس الشرقية التي تأثرت بحضارات الشرق السابقة على المسيح، وفي الكنائس الغربية التي تأثرت بحكاوي الشوارع والجنيات والسحرة الأوروبيين في القرون الوسطى. وكنت خلال عام الإخوان أوقفت هذا المشروع، وقد أخرج في النهاية من هذه الدراسة الطويلة، بكتاب مؤلف عن المعتقدات المسيحية”.
وفيما يتعلق بمتابعته للإنتاج الأدبي الذي يصدر حالياً يقول الميري: “إنها مسألة صعبة جدا، فهناك انفجار ضخم في إنتاج الشباب، وهو جدير بكل اهتمام، فهو الجيل الذي أعاد إلى مصر شبابها بعد 30 أو 40 عاما من تيبّس المفاصل وتكلّس الشرايين، ولا يمكنني هنا أن أذكر لك عشرات الأسماء التي تبهرني كلما قرأت لها عملا جديدا”، ويضيف: “حالياً شبه متفرغ للقراءة، وشهيتي منفتحة على قراءة الجديد، وزاد معدّل القراءة اليومي جدا فأصبح لديَّ ما لا يقل عن أربع أو خمس ساعات يوميا، أي حوالي 100 إلى 150 صفحة، أي من الممكن أن أقرأ عشر روايات في الشهر، إلا لو كانت مثلا أمريكا لربيع جابر، أو المرأة المسكونة لجيوكاندا بيلي، أو الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس لطارق إمام، وكل منها تقع في 600 صفحة”.
ويتابع: “في وجود الفيس بوك الذي أصبح أداة اتصال خرافية، أصبح من الممكن بسهولة الاطلاع أولا بأول على كل ما تصدره المطابع، ليس فقط في مصر وحدها ولكن كذلك في البلاد العربية، وفي سلسلة الجوائز، وروايات المركز القومي للترجمة، ثم هناك كل ما يشير إليه الأصدقاء والمعارف من روايات، وأنا أسجّل كل يوم في كراستي اسم رواية جديدة أريد الحصول عليها لأقرأها، بما يعني 30 رواية في الشهر، ولكني لا يمكن أن أقرأ إلا عشر روايات في الشهر وبالتالي تتراكم لديّ الروايات غير المقروءة، ولا أعرف ما الحل؟”.
وفيما يتعلق بالمعركة الدائرة حالياً مع الإخوان يقول الميري: “لا أمل في المصالحة معهم، فالإخوان يكرهون مصر، ولا يمكن نسيان ما قاله مرشدهم السابق (طظ في مصر)، ثم إنهم يدمّرون مصر ليس فقط مبانيها العامة من مقار المحافظات والمحاكم، بل أيضا استعمال قذائف المدفعية في محاولة تدمير القمر الصناعي في المعادي، ولن أتحدّث هنا عن الكنائس، ثم إنهم يهدّدون أمن المصريين في الشوارع والحواري، بالبنادق الآلية التي تمّ تهريبها خلال عام من حكم مرسي، كل ذلك فقط من أجل السلطة، ومن أجل حلم تحويل مصر الى ولاية تابعة لدولة خلافة. صدق من قال إن مبدأ الإخوان هو يا نحكمكم يا نقتلكم”.
وأخيراً فيما يتعلق بالدستور الذي يتم كتابته حالياً يقول: “ستجدني عنيفا مبالغا إلى حد ما. فأنا أعتقد أن كل المسائل قابلة للفصال والجدل. فيجب أن نبالغ في الطلبات حتى نحصل على حلول معقولة. يجب أن ينص على حماية الحريات الخاصة والعامة، حرية الكتابة والتأليف والطبع، فلا يجب أن يسجن كاتب لأن لديه في روايته شخصية روائية كافرة، حرية الاعتقاد، ليس فقط الديانات المسمّاه سماوية، بل كل المعتقدات من بوذية وهندوسية وبهائية، ففي ماليزيا المسلمة تجد المعبد البوذي إلى جوار الكنيسة والجامع، حرية الممارسات الجسدية، فالمرأة هي التي تملك جسدها، لا أبوها ولا أخوها. والزواج يجب أن يكون مدنيا، إلغاء بند الدين من البطاقات الشخصية، عدم تدريس الدين في المناهج المدرسية، بل في المساجد والكنائس التي تنشغل حاليا بالسياسة، إلغاء كلمتي مسلم ومسيحي من كل وسائل الإعلام، من صحافة وإذاعة وتلفزيون، تمنع فيها تماما هاتين الكلمتين من الاستخدام”، وينهى قائلاً بسخرية: “لعلي حالم وواهم”.