طفولة آدم

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

كم بعيدة طرق الطفولة المعبدة

كم قريبة طرق الموت  

جان دمو

***

من ثقب رصاصة

في القلب

تركته لي الحرب

أنصب بؤبؤ العين

في حقول روحي .

***

وجهي ألف الحروب

وجهك ألف العصافير

تمرين على قامتي

أسوة بالشظايا .

***

من أبواب الطفولة

المغلقة بوجوهنا

إلى المنحدر

متراصفةً دروب أعاليك .

***

حوائي

لقد اطمأنت أطرافي لمساميرها

وإنكِ تنتظرين

بزوغ آدم المعلّق في صليبه

قد تكونين ممسوسة بالوهم

وقد تكونين العاصفة التي اقتلعت الصفصاف يوماً

وألقت الطفولة في النهر

وبقيت أبحث بلا طفولة

عن الطفولة

طفولتي كانت بحجم القمر .

***

أجترّ السجائرَ

وِتجترّ الأمنيات سنواتي

لذلك

سوف أنام بعين واحدة

خوفاً من الشيخوخة تبلع جثتي

فانا قصبة بردي

جذوري في عمق المياه .

***

تنحدرُ النارُ

من نُسْغ أسلافي

أغلق النوافذ

المطلة على المقبرة

أتوسل بالباب أن يتريث

قبل الرحيل .

***

يا شجري الراكض

نحو الذبول

تمهّل

سأقفُ

في منعطفٍ قريب

ريثما تمرّ

سأرفع قبعتي

لأحييك

بدمعة .

***

كل دروبكم

تؤدي إلى روحي

فمن وضع

علامات التوقف

وأجّل الوصول ؟

***

نقياَ

كجناح يقطر دماً

فيه رائحة الحقول

والسماوات البعيدة

أنت

أيها القلب .

***

من أجل ما تبقى

استديري نحو تلك الايام

وحدقي

لقد غاب كل شيء

سواي وأنت.

***

أنهض من موتي

أسحب جثتي خلفي

وأعلق عيوني

على بوابة الأفق

فقد أينعت زهرة الموت

فأين توابيتهم ؟

***

بعيداً

طارت العافية

في بالون

وتركتني تلميذاً وحيداً

عند (أيوب )

يعلمني الصبر

على بساط من مسامير .

***

ــــ أ ــــ

سأسكر

حتى أعثر

على صحوي .

ــــ ب ــــ

منْ أيقظني من صحوي ؟

وصب فوق رأسي

نهارات لا تنتهي .

***

جزم القلب

ألا يفتح لأحد

لكن الرسائل

أذابت

ألواح الباب .

***

يسقط هذا الحب عمودياً

كشمس ساطعة

وعميقاً يدلف

ولا اختيار لك فيه

كالحياة .

***

حوائي

هاتي فمك

قبلاتك

تزيد الحياة وضوحاً

في عيوني .

***

النجوم البعيدة

كدت ألمسها

سكبت

فوق رأسي

سنيناً من تعب .

***

أقصى

ما أبتغيه

أن أترك

قلبي على بابكم

يتدلى

كنجمةِ وحيدة .

***

مودتي ورق مقوى أتلفها المطر

تفتت وجرفتها الانهار

رغم ان صوتي لازال حياً .

***

لم يبق منهم إلا أنا

لم يبق مني

إلا الشوق .

***

حينما

قررنا

أن نبدأ من الصفر

بدأنا من الحانة

هامت أرواحنا بخمرتها

نسينا كل الأرقام

وتشبثنا بالصفر

احتضناه

بكيناه

لكننا لن نغادره

أبداً .

***

أعرف

ان طائرات (الأباتشي)

لا

تخطئ

لكنها لا تميز

لذلك

أنا أبحث عن اسمي

في لافتات الموتى

كلّ يوم .

***

كل

الذين أجتازوا

الحدود

بعربات الغربة

سقطوا

في هاوية الحنين .

***

أتدلى من ذراع الوقت

وأحدق بالعابرين .

***

العاصفة

تلغي أثر الرسائل

الموتى

لا بريد

اليوم

لهم .

***

الآن . حتماً

ستولد امرأة

عارية الصدر

من مخاض الظمأ

القاتل في الغربة

تحاور نجمي الآفل

وتسأل عن خطوات الروح

وعن هذيان الشاعر

قبل أن تفتح باب القلب

و

ت

د

خ

ل .

***

الجرح أول القصائد

و (الخمرة ) ترياق الدم

وأنا سليل الحانات

نسفاً بنسغ

ممتداً من وجه النادل

إلى ضفاف الجنوب

الا يأتي الجنوب في طرود البريد؟

يزيح المحطات التي سكنت وجوهنا

ويوزع دفئا

وحلوى الطفولة

يا طيور النوارس تقصي الجنوب

تسلقي حروف الجنوب

النازفة نحو الجنوب

وخذينا

قرابينَ

قناديلَ

شجراً يتوضأ بماء الفرات .

***

ما أقربك يا واحة الرماد

ما أبعدك يا حانة

من آخر فندق غادر وجهي

ومن أول رصيف ارتدى خطوي

أعثر على بئر عطشي .

***

هذا الفردوس لي

أنا المبارك

غصن الأرض الأخضر

منطفئاً ساعة جمعكم

مضيئاً في وحدتي .

***

غضون

ثآليل

دمامل

لافتة لصقت على جبين الوجود

تسيل فوقها

أسراب قمل من قاع النخاع

فالروح صحراء غريبة

ونحن تماثيل الخليقة

تائهون يجرجرنا الزوال الى الزوال

تفضي بنا أيد غريبة

خارج الأفق .

***

جفلت أحراشي

واستعر في قدومك موقد أيامي

هذا نايك الحنون

يوقظ وردة الود

بعد إن غطتها الرمال .

***

هناك في البصرة

سكبنا أعمارنا دمعة دمعة

على سُرفِ الدبابات و في البارات

ثم رجعنا كحقيبة فارغة ، مهملة .

***

عارية

يقشرها الصدأ

تمزق صاريتها الريح

هذه الشيخوخة

لا تستحق المجد .

***

صوت مشع بالجفاف

لإجتياز ليل بلا بديل

الأرامل افترشن مرمر القلب المعتم

أخذ الليل

يثرثر حتى نضب .

***

الوقت

آخر المطارق

يطرق أجسادنا

الناحلة كالمسامير

كي ندخل قبورنا مبكرين .

***

أردت أن أغنيكِ

بشغف الأطفال

فتعثرتُ بالشظايا .

***

القاع

سبخ الدمعة

ونحن المقذوفون نحو القمة .

لا ندرك ألفة الذؤابات

فتهطل

إلى حنين سابق

جنوباً

جنوباً

نحو الطفولة .

***

عندما تكون البلاد

مثل ربة بيت خائبة

ينثلم القلب وتدمى عيون الضحايا .

***

بارتفاع الجثث

باتساع الألم

لا أحد يشكك بانتصارك أيتها البلاد !!

***

هذا القلب

امْتَلأَ بالشتائم ، دفعته اليك يا الله

أعطني غير هذا النزق الأخرق

أصبح كحسرة قديمة معلقة على شباك غرفتها

أصلحه ان شئت

أو اركله ، ابدله بقلب جندي مات صبراً

لا أريده قاسياً وسافلاً كرصاصة

ولا أريده كدمعة أم ثكلى

يارب أريده سعيداً

ليس من أجلي

من أجل امرأة هناك .

 

خاتمة الطفولة :

آه لو أن العمر

كان بالمقلوب

لكانت الطفولة 

أجمل خاتمة .

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني