ربما الشكل الذي يقدمه في كتاباته أشبه بالسيرة الذاتية لكنها ليست كذلك تحديدا، شيء ما في تلك الكتابة يجبرني أن أعمد إلى التقييم والنقد مثل أين كانت الحكاية مسلية ومتى أصبحت فاترة، صوته الداخلي خلال الحكي وتقديمه رؤيته الخاصة، بخلاف بعض من السير التي يفتح كاتبها قلبه للقارئ كما لو إنه يطلعه على أسراره الخاصة، يجد القارئ نفسه يُشارك في تلك الحكاية كمنصت جيد وليس بِحَكم على أي مما قرأه أو بالأحرى استمع إليه، تتركه تلك التجربة مفعم بكافة الإضطرابات الإنسانية كما لو انه عايشها، حيث انه في كثيرا من الأحيان يضع نفسه خلال التجربة محل الكاتب ويقارن تشابه الأحداث أو ربما تشابه ذلك الخيط الإنساني الغير مرئي بيننا جميعا.
علاء خالد يقص حكاياه كما لو أنه كله ذاكرة، يريد أن يخلد تلك اللحظات، ربما لهذا أصبح كاتب أو وجد ضالته في الكتابة، هو لا يحكي قصته تماما ولكن قصص الآخرين الذين تقاطع معهم، الأماكن الشاهدة على تلك الذاكرة.
ربما من هنا يأتي التقييم أيضا في أن يشدني كقارئ ما تقاطع معي ومسني بشكل ما ومالا أجد فيه جانب مشوق كحكاية أستمع إليها.
طرف غائب يمكن أن يبعث فينا الأمل / ألم خفيف كريشة طائر ينتقل بهدوء من مكان لآخر
عنوانين كفيلين لتفجير مشاعر الحنين والفقد ، عودة لماضٍ ما وإشارة لتلك الهوة التي تشعرنا دائما بوجود بعض الغربة فينا !
أكثر حكايتين ارتبطت بهما
مقهى الحاج صالح وأولاده
للمرة الثانية أقع في حب تلك الحكاية منذ قرائتي الأولى لها في وجوه سكندرية
والثانية
الحياة الأخرى للأشياء الصغيرة.