“تأتي أهمية رواية “غادة الأساطير الحالمة” التي يجب أن يستفاد منها كثيراً الآن، لأنها محاولة وبحث جديد، تخرج عن الطريق المألوف للرواية العربية، وطريق نكتشفه للرواية العربية في زمن قادم، وذلك يقودنا إلى سؤال مهم: ما الطابع العام للرواية التي تسود الآن، وبصفة خاصة بين الشباب؟
والجواب هو: أن الخطوط التي تسير روايات هذه الحقبة في مجرياتها، إما أن تكون رواية سياسية مباشرة، تصطنع المعارضة وتعلن الرفض السلبي، وإما كتابة تعتمد على المجاهرة بمحرمات الجنس والاستهانة بأصول الدين، وإما كتابة مغلقة على نفسها لا تكاد تفهم احتماء بغموض الرموز واستغلاق الهدف.
كان هذا كله البديل للرواية التقليدية، البديل للنقد الاجتماعي أو للقصة الاجتماعية التي كانت سائدة عبر الخمسينيات والستينيات، جيل نجيب محفوظ في ثلاثيته، وما شابه، ومحمد العشري غَيّرَ نمط الرواية الاجتماعية لكنه لم يدخل في صيغة الهجاء السياسي، ولا الكتابة الجنسية، ولا الاستهانة بالقيم الدينية، ولا الضبابية، وبهذا يكون قد فتح لنا طريقاً جديداً واتصل بالتراث في شكل فني جديد، إضافة إلى أنه يقدم تجارب غرائبية جديدة ومدهشة، وهو في بدايته الإبداعية، ويكتب بأسلوب شعري رائق وجميل.
إن هذه الرواية: “غادة الأساطير الحالمة” محاولة أولى لكاتبها الشاب محمد العشري، وإنني لأرى فيها بداية قوية مبشرة، دالة على اتجاه فني ينتسب إليه ويؤطر إبداعاته القادمة التي سيتميز بها لاحقاً بأنه كاتب مبدع، يملك مشروعاً، ورؤية، وأسلوباً، وهذا ما نطمئن إليه، ونتوقع الكثير من إلهامات خياله الشعري المتوهج”.
للروائي محمد العشري العديد من الروايات، منها: “نبع الذهب”، “تفاحة الصحراء”، “هالة النور”، و”خيال ساخن”.
كما حاز على عديد من الجوائز عن رواياته، منها: جائزة نادي القصة في الرواية “1999”، جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة “2000/ 2001″، و”جائزة إحسان عبد القدوس “2008”، جائزة وكالة سفنكس في أدب العشق عام 2009