طارق إمام.. الشاعر الذي دخل السرد متخفيًا

180.jpg
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

سارة علام

يتلاعب طارق إمام باللغة كمن يغير مركزه كل مباراة في بطولات كرة القدم، فلا هو يثبت على مكان واحد ولا يفشل في أي من المواقع التي قرر اللعب فيها، اللاعبون أمثاله يحيرون المدير الفني، ولكنهم يبقون على الدوام حلًا لأي معضلة في الملعب ، فإن أصيب مهاجم يمكنه أن يحل محله، وأن اختل توازن مدافع سيعود لنهاية الملعب.

هكذا هي كتابته ، تقع في تلك المساحة ما بين السرد والشعر إن كان هناك مساحات بالفعل

في عالم طارق إمام لغة تزخر بالمفردات الشعرية، حتى أنه يرى الحياة نفسها بعيون الشاعر لا الروائي، ولكنه يطوع الشعر ويبحث به عن أفق جديد في الحكاية، حكايات لا تشبه غيرها، وتحمل بصمة صاحبها.

طوال ٩ سنوات تعرفت فيهم على طارق إمام، لم تخل جلسة من جلساتنا من الحديث عن الكتابة، وكأنها همه الوحيد، فمنها وإليها نعود، حتى و إن طالتني قفشاته وخفة دمه، تبقى الكتابة هي الجسر الذي نلقي عليه حمولنا أو نتواعد فيه كأصدقاء.

أتذكر دائمًا أبطاله أرملة تكتب الخطابات سرًا، ونساء في مدينة الحوائط وحتى ضريح أبيه الذي كتبه فنسج حوله الأساطير، شخصياته ككل الأعمال الفارقة تبقى في الذاكرة ولا يسحب الزمن من رصيد دهشتها.

إذا كانت الفانتازيا التي يكتبها إمام وصديقه أحمد عبد اللطيف قد صارت جزءًا من رصيد الكتابة المصرية، فيحسب لهما أن غامرا منذ البداية بها ودخلا تلك اللعبة غير المحسوبة التي لا أظن أنها تنتصر لشئ إلا للفن وحده.

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم