صياد اليمام قصيدة سينمائية

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 

مصطفى جوهر *

فص زمرد .. فص ياقوت

جرح يعلِّم .. جرح يفوت

ناس فى شوارع

ناس فـ بيوت

واحنا بنجرى مع الأيام

بين صورة بخلفية بيضاء يلتقطها المُصوِّر ، وأخرى يلتقطها - نفس المصور - ولكن بخلفية قاتمة ، كانت حياة ( على ) ، تلك الحياة التى مرّت بتؤدة بين أب وأم يشملهما الحب والحلم بحياة أجمل ، أولئك البسطاء الذين رأوا فى عبد الناصر – الرئيس الراحل – الرجل العارف بمآسيهم ، أولئك الذين عاشوا تلك الحياة بكتف واحدة ، ليدخروا الأخرى لبقية حياتهم المديدة كشريط القطار ، لكنهم يكتشفون أنها – الكتف المائلة – مالت بحياتهم ولا بديل عنها ، عبر تنقلات بين مدن وقرى وأشخاص ، كانت حياة على تمتلئ بالمكتسبات ، فزميله ( الشهاوى ) الذى استحال صديقه ومعلمه ، يتركه بعد أن وضعه على عتبات الدنيا الحقيقية ، وضعه على أولى خطوات تكوينه الجديد ، إلى أن يكتشف هو وزوجته / حبيبته أنه كالقمر يختفى فى الغيم ويعاود الظهور ، كانت علاقة ( على ) بمن حوله فى نطاق اصطياد اليمام ، وكأنه يكتشفها لأول مرة ، فـ ( قمر ) تلك التى تراقبه خمسة عشر عاما ، و( الشاويش حسن ) الذى يراقبه عشرون عاما ، والبنت ( هند ) التى شبَّت على محبته ، كلهم يرونه كدائرة من العيون تضعه فى بؤرتها ، بينما هو سابح فى ملكوت آخر ..

مصطفى جوهر *

فص زمرد .. فص ياقوت

جرح يعلِّم .. جرح يفوت

ناس فى شوارع

ناس فـ بيوت

واحنا بنجرى مع الأيام

بين صورة بخلفية بيضاء يلتقطها المُصوِّر ، وأخرى يلتقطها – نفس المصور – ولكن بخلفية قاتمة ، كانت حياة ( على ) ، تلك الحياة التى مرّت بتؤدة بين أب وأم يشملهما الحب والحلم بحياة أجمل ، أولئك البسطاء الذين رأوا فى عبد الناصر – الرئيس الراحل – الرجل العارف بمآسيهم ، أولئك الذين عاشوا تلك الحياة بكتف واحدة ، ليدخروا الأخرى لبقية حياتهم المديدة كشريط القطار ، لكنهم يكتشفون أنها – الكتف المائلة – مالت بحياتهم ولا بديل عنها ، عبر تنقلات بين مدن وقرى وأشخاص ، كانت حياة على تمتلئ بالمكتسبات ، فزميله ( الشهاوى ) الذى استحال صديقه ومعلمه ، يتركه بعد أن وضعه على عتبات الدنيا الحقيقية ، وضعه على أولى خطوات تكوينه الجديد ، إلى أن يكتشف هو وزوجته / حبيبته أنه كالقمر يختفى فى الغيم ويعاود الظهور ، كانت علاقة ( على ) بمن حوله فى نطاق اصطياد اليمام ، وكأنه يكتشفها لأول مرة ، فـ ( قمر ) تلك التى تراقبه خمسة عشر عاما ، و( الشاويش حسن ) الذى يراقبه عشرون عاما ، والبنت ( هند ) التى شبَّت على محبته ، كلهم يرونه كدائرة من العيون تضعه فى بؤرتها ، بينما هو سابح فى ملكوت آخر ..

إن ابنه الفقيد ( يحيى ) رحل – باسمه الدال على الحياة – ليتركه بعدها بلا حياة ، ولتتحول حياة أمه إلى جحيم ، وبين حرب ونضال ، وعمل هنا وآخر هناك ، وعلاقات وجدت لدى أصحابها تبريرا ، وسفر إلى خارج البلاد ، وانتهاء بمظاهرات عصرية ، كانت شخوص الفيلم تدور فى أفلاك متوازية بلا تصادم ، لتصنع ما يشبه الحركة الفلكية المنتظمة ، التى عند تداخلها تحدث الظواهر ، كالكسوف والخسوف ، وسطوع النجوم ..

كانت أم ( على ) مِمَّن استوطن الجن جسدها ، وكان ظهورها – فى بداية الفيلم – مع الأغنية الساحرة والصوت الساحر أشبه بعالم أسطورى ، ما جذبه للواقع البيئة المحيطة ، فهل هيام ( على ) على وجهه فى الحياة له ارتباط بتلك الأم / الحالة ؟ هل كان المصور – الوحيد – الذى سجَّل لمحات خاصة جدا من حياة ( على ) هو الزمن القادر على تغيير ملامح الناس ، بيد أنه لم يقف أمام العدسة مثلهم ؟

وعلى خلفية النص / الفيلم ، كان الراوى ( أحمد راتب ) يحاول ربط الصور المتفرقة ، التى نثرتها اللقاءات العابرة والغائرة بين شخوص العمل ، بينما تطل عدة مشاهد برأسها لتقول بأيديولوجية المرحلة : فصور عبد الناصر التى على الحائط وقد كادت تسقط بفعل الدجاج ، وكأنها إيذان بعصر داجن سيُسقِط من أبَى مريدوه إلا أن يكون ( فوق .. فوق )  ..

أجاد نجوم العمل – كلهم نجوم بالفعل : الرواية ، والسيناريو والحوار وكلام الراوى والغناء والكلمات والألحان والموسيقى التصويرية والتصوير والديكور والملابس والفنانون ، كبر دورهم أو صغر ، والإخراج – فى صنع قصيدة رائعة فى ديوان السينما المصرية ، قلَّما تراها العيون .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

*  ناقد سينمائي وشاعر مصري

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم