صورة قديمة مع باتمان

محمد سالم عبادة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد سالم عبادة

عزيزي باتمان، واحشني بجدّ يا باتمان     يا ضِلّ لازق ف وِشّي مِن قديم الَازْمان

كُلّ اللي شافوه قالوا لي: “فين قابلتُه؟ اطلَع     مِن دول، مافيش داعي للأسرار وللكتمان”

وبَعد عَقد فريد مِن يوم ما قابلتَك     قرّرت اخلِّد لقاءْنا في قصيد صَدمان

                                                                                                                                                

كيف ما انتَ واعي اتقابِلنا ف يوم خميس مُشرِق     ولَم يَكُن شابَ مِن رأسي سِوَى المَفرِق

مِن شافْني ف الصُّورة راح يسألني: “ليه مُطرِق؟”     عشان باقلِّب كِتابي المُشئم المُعرِق

وِسط الصحاب اللي نورهم كان وَهَج مُحرِق    

أشعَلْ وقودي فقُلت الشِّعر كالشُّكمان!

 

حديقة الأزهر ازدانَت بصُحبة ورد     والشيخ يناير مأجِّز مِن فُروض البَرد

رافع أدان ضُهرُه الَاخضَر في مقام الكُرد     ومْهَيَّأ المكتبة لْقلبي وعامِل جَرد

قَرّاني يومها حوالي ألف جوهَر فَرد

وطْلِعت مِ اليوم برُوح شايخة وْدِماغ وَرمان!

 

وِفْ وِسط ما البيضا والقمحيّة والسَّمرا     راهْنوا علَيّا وراهْنوا مِين لها الإمرة

ضِلَّك سقَط على وِشِّي أفزَع الزُّمرة     رَمى على كُلّ بِنت شْطانة كام جَمرة

وِشِّي ميقاتك وقد أهلَلتَ بالعُمرة

يا مُستَتِر يا أبا الظِّلَّين يا عُثمان!

 

ما بين (ﮔــُـــثَم)[1] عاصِمة واقع مُخيف عَطّاط     والأزهر اللي ف خيالي، والخَيال مَطّاط

سعيت انا وانتَ يا باتمان سَبَعْةِ اشواط     وسْمِعنا رَغْي التاريخ المُلغِز الرّطّاط

وبعدها رُحنا كهف الراجل الوطواط

وشْرِبنا نَخب الحقيقة الضايعة بين نُدمان!

 

سِكِرت، حاروا فِ تفتيحي وإغماضي     نايم دا ولّا دا صاحي وجَيّ مِ الماضي؟

لَمُّوا لي مِ الكهف أشلائي وأغراضي     وشُفت أبعاضي ماشية تعُضّ أبعاضي

حَمّضت فِلْم اللي كان بِدْمُوعي أحماضي

طِلِع كَفِيل يِرعِب الفانِينَ والغِلمان

 

 

وِقِفت بين الصحاب مُضَرَّجًا بالصَّمت     وقالوا سَمت الغرام، سَمت الوَقار، أو سَمت…

لكنّي واصِل لقاع صَفصَفْ، لا ميل ولا أَمْت     غريق برَغم انّي حاوِلت وجاهِدت وعُمت

مذهول من اللي سمِعتُه وشُفتُه، اكونش حْلِمت؟

وارد تكون الحقيقة حِلم للحَلمان!

 

شُفت الدّسايس بتُنسَج ليل نهار بالمَكر     لِشَرقِنا اللي اغتُصِب ألفًا ويِرجَع بِكر

السّمّ واصِل لِماوَردُه ف زِير الذِّكر     مرشوش لخَطوِة عقولْنا بين سُطور الفِكر

خلّانا نفتكر الدنيا عليهم حِكر

رغم انّنا كُنّا أسيادها عمَل وإيمان

 

دُنيِتنا كات زَيّ خيمة راسْيِة الأوتاد     نافْرَة عُروق الحضارة فيها مِن يوم عاد

وقلبها بدَوي فارس فَتى مِقداد     وبابْها عَ القِبلة فاتِح، طارِد الحُسّاد

كُلّ امّا غاضت بها الأرحامُ أو تزداد 

كان أهلها يصلّوا شُكر النِّعمة للرحمن

 

وِفْ يوم ما طِلعِتش شَمسُه جالْنا ناب أزرَق     ناب عن أعادينا إنُّه يخُضّنا ويِسرَق

قال انُّه عايز يِمَدِّنّا وبَقَى يبَرَّق     لِنا بعُيُون فيها مَيِّة نار بتِترَقرَق

مِن يومها وِعْيُوننا بِتغرَّب وبِتشَرَّق

وِكْتابنا مَنسي، بيِطلَع بَسّ فِي الأيمان

 

ولَمّا فاتنا ومِشِي حضرِة جَناب النّاب     ما هانش برضُه عليه ما يسيب لِناش أذناب

وواحدة واحدة ارتَخِت أوتادنا والأطناب     واتعَصَّرِت خَمرِة النسيان مِن الأعناب

ووْشُوش رجالنا بقِت تِتبرَّى مِ الأشناب

صارِت مَرايا مِن النسيان، وعَميا كمان!

 

ولِسَّه ضِلَّك ف وِشِّي يا أخي الخُفّاش     يا سيِّد الليل يا رُوح السُّخط يا مُنكاش

لامِس زبيبة صلاتي، زهرة الخُشخاش     أفيون حياتي اللي لَولاه كُنت رُحت بَلاش

صَدَق فِ نَصّ القِوالة ماركس الهَتّاش

لكنّه لو داق رحيقها كان صَبَح هَيمان!

 

أغرب ما في الأمر لو جيت يوم هنا تزورْني     حتلاقي دُمية على شكلَك بتُنصُرني

يِزَغزَغ القمح إيدي تشوِّنُه ف جُرني     تُغنُج قصيدة عَجيني تِودِعُه فْ فُرني

وِلادي عارفين وَلاءَك لَمّا يغمُرني

ولاء صديق لصديقُه المُخلِص العَشمان

 

وآخِر القول خِتام القول خُلاصْةِ القول     طِلِعت مِن دول، أذَعت السِّرّ، حال كام حول؟!

أفكاري مكشوفة مهما لبِست واتنكَّرت     والماضي مالِيني شِعر اتعرَّى لَمّا نَثَرت

صورتي معاك لا تُوَفِّي حَقَّها الأتمان

أحيِت برُوح الحقيقة ف ضِلَّك الجُثمان.

 

الخميس 11 ذو الحِجّة 1444 ه – 29 حُزيران/ يونيو 2023 م

……………………

[1]  Gotham مدينة باتمان منذ خُلِقَت الشخصية في القصص المرسومة وإلى آخِر أفلامِه.

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم