فتحي مهذب
أحب الذئب الذي يقطف الإوزة
ويغدق النثر على الهضاب..
أحب الأصابع التي تمطر في الجنازة.
قبعة الكاهن العمياء.
الصلوات التي من قصب وندم.
الريح المكتنزة بالعرق والحكمة.
الذهاب إلى الأفق لإسقاط الحتميات.
الصلاة في المغارة لتهذيب الأسرى
وإيقاظ سنابل السحرة.
أحب التحديق في العتمة
لأن براهين النهار
معلولة بالنقصان..
السلالم مطوية..
الوشق يلتهم زيزان المخيلة.
القامة مليئة بالخدع.
المسافة بيت اللص..
السلوقي رابض في الإشارة..
الينابيع جديرة بقبعة القارئ..
أحب العزلة التي ستأكل شياه الجسد
لننعم بسبائك الذهب..
أحب سحب غزالة من كيس نقود الميت.
تمجيد زهرة الغفران
قبل الصعود إلى الزقورة ..
أحب دراجة الإسكافي
بعد موته طبعا ..
للهروب من وحوش النوم..
وإعمال النار في نعال النسوة..
قد أرتق جزمة الظل في الغابة
وأغني فوق رؤوس الأشجار..
أحب بندقيتي وأنا نائم
أو أدس بيوض الرخ في أكف العميان.
أو واقف مثل تمثال من الجبس
على حافة جسر
لاستدراج هواجس الشقق المهجورة ..
أو رشق حصان القس
بخرادق التأويل..
أحب ريشة اللاوعي..
قراءة كتب الموتى..
التدخل في شؤون البحر..
تنظيف مرآة العانس من التجاعيد.
وإيتاء الزكاة لقوافل الغرقى..
أحب جر مركب نوح إلى ضوء الحداثة..
عقد صفقة القرن مع ثعلب الكلمات
طرد النمور من العبارة
قبل حلول الليل.