“صانع السعادة”.. بطل من ورق ينقذ أطفال الحروب

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

الحروب تعني بنتاً وحيدة وبيتا مهدما وطفلا يشعر بالبرد كثيرا. هكذا يمكن أن يتم تقديم الحروب على طبق من حزن للأطفال. لكن الحكايات التي تقدمها سماح أبو بكر عزت في كتابها "حمادة صانع السعادة" تخبر الأطفال أنهم حتى لو مروا بأوقات صعبة، فإنهم ليسوا وحدهم، وهناك من يرقب صورهم في الجرائد ويريد منحهم السعادة. وإذا كانوا يفقدون أشياء كثيرة، ففي المقابل يمكن أن يحصلوا على سعادة جديدة ويتم منحهم طائرة ورقية كرمز للطيران والحرية والسعادة.   

تقدم سماح أبو بكر عزت حكاية “حمادة صانع السعادة” عن الأطفال الذين يفتقدون المحبة والأمان. تخبرهم  حكاية صانع السعادة أن الجرائد لم تعد مفيدة ونشر الأخبار الكثيرة عن الدمار ليست هي المهمة، إنما المهم أن يجد هؤلاء الأولاد في مواجهة الحرب أصدقاء يمنحوهم أشياء لأجل السعادة.

القصة عن حمادة بائع الجرائد الذي لا يجد زبائن، لأن الحرب تضرب المدن والأولاد يبكون في الجرائد. ما الذي يغير الواقع، فإذا كنا لا نستطيع تغيير الأخبار  في الجرائد، يمكننا على الأقل أن نقص ورق الجرائد ولا ننظر للأخبار، يمكننا أن نصنع من ورق الجرائد طائرات ورقية ومراكب كما صنع حمادة في الحكاية ومنح هذه الهدايا للأولاد الذين يبكون في الصور بالجرائد.

عندما يحصل الأولاد على الهدايا في الجرائد يفرحون ويبدون كما لو أنهم يخرجون من الجرائد، ويخرجون من عالم الدمار الذي يتواجدون فيه، إلى الحياة الحقيقية المليئة باللعب: “شعر حمادة أن الطفل يبتسم ، يقفز من الصورة ويلهو بطائرته الورقية يطيرها عاليا ويرتفع معها محلقا في السماء تحيط به عصافير ملونة يشدو معها وهو يلوح له بعلامة النصر“.  

يتحول بذلك حمادة من مجرد صبي يبيع الجرائد إلى صانع للسعادة تنتظرة المدينة. وهذه رسالة سماح أبو بكر عزت في قصتها للأطفال كيف يغيرون الواقع حتى لو كان قاسيا، وكيف يقفزون إلى البهجة ويطيرون مثل طائرات ورقية إلى الأفق.  

هي رسالة الى أطفال الحروب أن يقفزوا من صفحات الجرائد إلى الحياة، حتى لو كانت كل الأخبار الموجودة في صفحة الجريدة نفسها مليئة بالدمار.

وعن الرسوم، فقد اختارت سحر عبد الله الألوان الرمادية والأصفر الباهت لتعبر عن أجواء الركام ورماد وغبار الحروب. وملامح الأولاد كانت تبدو كأنها مجرد نقاط صغيرة بالنسبة للعالم الكبير الصعب وملامح مفتوحة لكثيرمن الحكايات.

ووضعت سحر عبد الله في الخلفية تفاصيل للحرب تقرب المفهوم للأطفال، فرسمت الطائرات والبيوت المهدمة وكان البرواز حول صورة الولد باللون البرتقالي ليبدو كأنه برواز من نار. وكانت الصور للأطفال وهم وحيدون باللون الرمادي، أما الصور بعد حصولهم على هدية حمادة وطائراته الورقية فكانت صورا بالألوان . والغلاف كان مناسبا لحمادة صانع السعادة وعلى رأسه تاج ورقي اختارت الرسامة لونه بالأخضر ، للأمل القادم في مواجهه خلفيه الحرب  الملونة بلون الغبار.

 

معلومات الكتاب:

الكتاب: حمادة صانع السعادة

المؤلف: سماح أبو بكر عزت

رسوم: سحر عبد الله

صدر في : 2017

مقالات من نفس القسم