فرات إسبر
شيءٌ ما يشبه البكاء
كان صوتي الذي لم أره،
يتغير كأطياف اللون.
البكاء الذي تعودته مشوبٌ بالحنين
وكالمطر القادم من عيون الجبال،
أحصي خطواتي
وأنين الشوق فيها.
صوتها كان يعبرني
وبعضٌ من شغف
أنا التي لا أشبه أحداً،
إلا نقيضي والألم .
يدك التي كانت ترتجف أمامي :
منحتني الدفء
أهدتني رطوبة الغابات
هناك أشعلتُ الحرائق
وما زلتُ في عداد الموتى
والمفقودون كلهم، أنا .
يدك التي مددتها من قلبك لتحضن رفاتي،
كانت في الليل توقظني على فزعٍ
توقظني، ولم يطلع النور بعدُ .
أقدام الليل تتعثرُ بي
وتسألني: أأنتِ عتمتي أم أنا؟
وكل التوابيت التي مع الفجر، كنتُ بها كفنًا
مع الذين عبروا إلى الضفة الأخرى، ولم يطلع النور.
الألم ما يزال يسكن بيتي، ينام على كتفي
وفي الصباح أغادره مع النسيان.
الذين عبروا إلى الضفة الأخرى، لم يسألوا
تركوا أكفانهم قربي ليومٍ لي سوف يأتي
هي الأنثى التي تعيش معي،
فزاعة الليل تحوم على قتلي
كما كانت يدك التي ترتجف .
أتراني أشبه شجرة الليل
والأغصان قلبي
والأوراق ملائكة الموت ترفرف
وجسدي ذلك الجزَعَ العتيق
أتراني شجرة الليل تأوي إليّ العصافير
بردانة تصرخ، والصدى يرتدُّ
والصدى يرتدُّ
أنا.. يا أنا
وبصمت الجبال ووحشة الليل
أمدُّ يدي إلى الكفن،
هو الإرث الوحيد لمن بعدي ولمن عَبَر.