“شوفوا لنا حاجة في جيب محمد هاشم”

mohammed hashem
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رمضان جمعة

بالنسبة لي ولجيلي من مواليد التسعينيات، عرفنا الأستاذ “محمد هاشم” مؤخرًا، مما لا يزيد عن سبع سنوات على الأكثر، وعرفناه بالتدريج، كنت أنا وصديقي مصطفى الصايم كل ما نتشنكل في رواية في سور الأزبكية، ونقرأها، فنجدها كتابة حلوة ومختلفة، نكتشف أن الناشر ميريت، بعدها لاحظنا أن معظم كُتّاب الصف الأول حاليا، انطلقوا من ميريت، وكل رواية مجنونة أو مختلفة (قبل وإلى ٢٠١٣) وعملت ضجة، على الأغلب خرجت أول مرة من ميريت.. (أن تكون عباس العبد لأحمد العايدي – سحر أسود لحمدي الجزار – لصوص متقاعدون لحمدي أبو جليل – نساء الكرنتينا لنائل الطوخي… وغيرهم وغيرهم)، وأغلب الكُتّاب الذين نحب القراءة لهم، تعرّفنا عليهم من روايات اشتريناها من سور الأزبكية لمجرد أن عليها لوجو ميريت.

أحببنا ميريت لدرجة أنّا كنا ننزل سور الأزبكية، نبحث عن أي رواية عليها لوجو (الكتابة المختلفة) ميريت، خاصة تلك السلسلة المكتوب عليها: تجليات أدبية، ونخطفها، فنشأت التساؤلات.. أين راحت ميريت؟ ومَن صاحبها؟ عرفنا وقتها الأستاذ محمد هاشم، وبعدها انتشرت جملة بيننا، نقولها لما نشتاق لرواية حلوة: “شوفوا لنا حاجة في جيب محمد هاشم”.

ولما كتب أحدنا رواية، ولم يجد ناشرًا لها بسبب جرأة في استخدام اللغة وفي الموضوع، تساءلنا.. هل يوجد ناشر الآن يؤمن بكتابة كهذه وينشر هذه الرواية؟ فضحكنا وقلنا: “هو واحد بس اللي كان ممكن نلجأ له في رواية زي دي: محمد هاشم”.

لم يسبق لي (وأظن لكل جيلي) التعرف شخصيًّا على الأستاذ محمد هاشم أو مقابلته ولا مرة، ولا حتى حصل بيننا تواصل، لكن نحب الرجل، نحبه جدًا، ونشعر بالامتنان له على مطاوعته جنون كُتّاب موهوبين، يسعون لكتابة مختلفة وهم في بداية طريقهم.

شكرًا أستاذ محمد هاشم، على ما نشرته وقدمته من كتابة حلوة، غذّت لحم عقولنا، هل تعرف كم أحبك؟ هل تعرف كيف أثّرت فينا في حياتك وبموتك؟ أظن أنك الآن عرفت، ألف رحمة ونور عليك يا “صاحب جيب الكتابة الحلوة”، أنت رحلت، ولكن ما زلنا وسنظل نردد: “شوفوا لنا حاجة في جيب محمد هاشم”، لما نشتاق لكتابة حلوة.

 

 

مقالات من نفس القسم