شقوقٌ تتسع.. كما تتسعُ وحدة القلب

art
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

نور الدين كويحيا

ازالت هذه الشقوق تتسع،

والوحدة تلف نفسها كرضيع
وتندسُ في قلبي.
ٱمنَّا دائماً بأننا سنلتقي
ولو لمرةٍ شخصاً 
لا تفضح عيونه صمتنا
لا يمد يده كمقص
ويحاول مثل الٱخرين
فصلنا عما نكونه
بل يُربت على
نسخنا كلها
يحمل الحزن من السرير
ويضعه في الشرفة
ويطعمه أحياناً 
كما يُطعم أي شخصٍ
طائره المهاجر 
نحو جهةٍ واحدة.
كان علينا نحن الأجساد
التي لا يمسُّها الغيم
ولا تُنشب فيها
الشمس شهوتها
أن ننتظر وحسب.
وبينما ننتظر
نُخطئ… 
ونتسول الحب من الغرقى
من الغاضبين،
منهم هم: الذين يُحاكون خوفنا
ويدسون تحت أسرتهم
حديثاً قديماً.
مررنا بأيامٍ،
أمضيناها في التحديق بالسقف
نتخيل أن قارباً مربوطاً على الضفة
قد تحرر من قيد الحبل
وخطى خطواته فوق الموج الأزرق،
نتخيل طائراً عجولاً
كبر بسرعة
وسقط عن العش ثم حلَّق بعيداً
عن كل جذرٍ قديم يبقيه حبيس الغابة
وعبداً للأشجار.
لم نتخيل أنفسنا
ونحن ننشد فوق التَّلة أغنيةً شعبية
تاركين ثيابنا للهواء
ولم نفكر أيضاً بأن التَّلة أحياناً
تستهدفها الذئاب الجائعة نحو الرقاب.
مرت الأعوام، 
ولم نستطع عدَّ كل المرات 
التي فكرنا فيها بتمرير السكين
أو وضع الحبل على السقف
ليتدلى مباشرةً نحو الموت،
ورغم كل هذه المدة
لم نلتقِ ذاك الشخص؛
المرٱةُ التي تعكس الحقيقة
ولا تشوهها.. حقيقتنا نحن.
بل ضللنا الطريق دائماً
ووقفنا طويلاً على عتبات الغرباء
نمدُّ قلوبنا كالسِلال
ونتسول الحب بأي شكلٍ كان:
– أخضراً قطف لتوه من جنة الغيم
يابسا مرت فوقه أيدِ كثيرة وبصقته
فوق الأرصفة –
الجميع حينها كان مستعداً ليستل قلوبنا 
ويرميها أمام شاحنةٍ أو في حفرةٍ
لم تُعبدها الخطوات.
مازالت الشقوق تتسع،
والوحدة تلف نفسها كرضيع
وتندس في قلوبنا؛
وقلوبنا تهويداتٌ منكسرة
لذلك تفشل دائماً في الحب
وتترك شقوقها:
للصراصير،
للقوارض..
وللأقدام التي تتوه عن الأرصفة.

مقالات من نفس القسم

علي الدكروري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

متعبون

يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

اعتراف