إضاءةُ الهاتِفِ مَثَلًا
بدَرَجةِ سُطوعِها العالِيةِ
ستقودُهُ إلى أنّني أُعَوِّضُ الظَّلامَ
الذي يُعَشِّشُ داخِلي.
وصُوَرُ المُمَثِّلاتِ شِبهِ العارِياتِ
ستَقودُهُ إلى أنّني بلا حبيبةٍ.
أمّا اللُّعبةُ
المُخَزَّنةُ علَى الذاكِرةِ
فستقودُهُ إلى أنّني أَتوقُ
إلى طِفلٍ يقولُ لي: بابا.
أيضًا التاريخُ الذي لا أضبِطُهُ مُطلَقًا
سيُخبِرُهُ أنّني
أعِيشُ في زَمانٍ آخَرَ.
ومُوديلُ الجِهازِ القديمِ
سيُخبِرُهُ أنّني شَخصٌ
انتَهَتْ فَترةُ صَلاحِيَّتِهِ.
أمّا عَن عَدَمِ وُجودِ حاسِبةٍ
فذلِكَ إشارةٌ إلى فَقرِي.
وعَدَمُ وُجودِ كامِيرا
إشارةٌ إلى خَوفي مِن التِقاطِ صُورٍ
أظهَرُ فيها بِمَلامِحَ لا أعرِفُها.
حتّى لَونُ الهاتِفِ الأسودُ
سيُرشِدُهُ إلى أفكاري عَنِ الحياةِ.
والجرابُ الذي أُخَبِّئُ الهاتِفَ داخِلَهُ
سيُرشِدُهُ إلى دُموعي التي أُخَبِّئُها
داخِلَ عَينَيَّ طَوالَ الوَقتِ.
وسِجِلّاتُ الهاتِفِ الخاليةُ
مِن أرقامٍ سَبَقَ الِاتِّصالُ بها
ستُرشِدُهُ إلى بَيتي
المصنوعِ مِن العُزلةِ.
سُرِقَ هاتِفي المحمولُ
هذا خَبَرٌ سَيِّئٌ جِدًّا
خُصوصًا أنني أنتَظِرُ اتِّصالًا مِن (المَوتِ)
يُخبِرُني فيهِ أنهُ قادِمٌ إليَّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر مصري ـ والديوان هو الديوان الثاني له يصدر قريبًا عن الهيئة المصريّة العامة للكتاب