مروة أبو ضيف
تعال معي
سنصعد سويًا إلى السماء
ليس كجثتين
ما الموت على أية حال
لقد عشنا عمرا نحدق في وجه بعضنا البعض
دون أن نرى أحدا
استطاعت الحياة أن تجعلنا آلتين
وحاولت الكآبة أن ترد لنا بعض آدميتنا
والرغبة أيقظت الحيوان بداخلنا أحيانًا
لسنا أشخاصا ذوي أهمية
لم نشارك في حرب ولا معركة
اختبرنا خسارات ومكاسب عادية
عبرنا من الطفولة إلى التمرد إلى الأمومة والأبوة
لكن بَعضُنَا لم يمر بمرحلة العائلة
لم يكن من الممكن أن نتعرف على الشوارع مرة ثانية
الأرض أصلا أسقطت شوارعنا في دورتها الأخيرة
هذه أسرة كبيرة
تليق بحب ملكي مدروس بعناية
لا تصلح لحبيبين واقعيين
مروا في يوم قد جاء بالفعل
ليس باستطاعة التاريخ أن ينساه
ولا يقدر المؤرخ على حصره في تعريف جاف
وتلك مائدة فجة
لا يصح أن يجلس عليها جائعون
لن يقدر العاديون على مد أيديهم على طعام كهذا
يصلح لصورة ملونة في جريدة حكومية
أو لوحة في متحف سيحترق عما قليل
والمسافات التي كبرت في شعرنا الرمادي
والوحدة التي نمت في عيوننا التي ابيضت من الانتظار
عملات لن يقايض بها أحد
تعالى نصعد سويًا
ترى نفسك التي لم تعرفها
وأتخلص من نفسي التي لا أحبها
سينهار العالم قريبا على أية حال
ونحن فقيران
ليس لدينا الكثير لنخسره
وأبناؤنا
عيال الله الطيبون
سيكبرون
رغم الوحدة
والمسافات
والجوع
أخاف أن أفكر في شكل روحهم حينها
أخاف أن أفكر في شكلي داخل قلبهم