فرانسوا باسيلي
كان طقس الخروج
من حضن الشمس
مسيرةً جنائزية
بِلَا مُشَيِّعِين
قال فلاحٌ فصيح
يَصفُ الرَّاحِلَ وَهُوَ يَسْمَعُهُ
ولا يَسْمَعُهُ:
كان يلبس ثوبي ويخلعُهُ
ويخفض جسدي ويرفعُهُ
كصليبٍ منصوبٍ دون مسيح
وبريق الهجرة يخدعُهُ
وقال آخر في وصف خروجه من بلده:
جسدٌ يخرج من جلده
ويلبس ثلج البلاد القصية
وروحٌ يظل مسجي
علي نخلات الحنين
إلي ليلةٍ شرقية
فينزف في كل حين
قيل له حين تاه مع التائهين
كيف ستهدأ
يامن تتلوي في الريح
لا ثوب لجسدك
وليس لرأسك حجرٌ كي يستريح
عليه ويحلم بالبلد الأبعد
هل كان رحيلك خدعةً
مِنْ خدَعِ الْأَوَّلِين؟
يتركونك تمضي وهم يقبضون عليك
بحبل الروح
ما نفع أن تجيء أو تروح
أو تسمع شعراً أو نثراً
من رثاء المؤبنين
وأنت حيٌ دون حياة
وميتٌ بغير ضريح
من أغمد هذي الشمس بقلبك؟
قد ترتاح
لو تخرج هذي الشمس من الجسد الممسوس
بطقس خروج الأرواح
قد ترتاح
لو تطفئ هذي الشمس
فلا يزعجك مساءٌ وصباح
أو لو تنسي ما يتوهج من جمرٍ وجراح
في رئتيك المشرعتين
علي فلوات التيه
لم يرسل ربك شيئاً لك
منذ تهاوي المعبد فوق يديك
كجسدٍ يهوي فوق جسد
قد ترتاح
لو تحمل بلداً غير البلد
علي كتفيك
وتهجر هجرتك المستحيلة
تفك رباط العقد وتكفر بالعهد
وتكف عن عبادة شمسك
تعتنق الثلج كتاباً وعقيدة
وتُرَتِّلُ أَسْمَاءَ الْأَسْهُم
على عتبات الوول ستريت
وتبيع صكوك الأوطان المنهوبة
للبنك الدولي
يمكن أن ترتاح
في غمضة عين
لو تختار مكاناً آخر
غير البين بين
فَتُصْبِحُ إِمَّا سَيْفًا غَرْبِيًّا مَسْلُولًا
يَفْرِضُ لُغَةَ النَّارِ وَيُمْلِي
أَوْ قَلْبَا شَرْقِيَّا مَقْتُولَا
يُنْزِفُ وَهُوَ يُصَلِّي
فلن ترتاح وأنت من الإثنين.