سرقاتُ آخر اليوم

رانيا مسعود
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

كل مرةٍ

أفكرُّ كيف تنبتُ الأفكار القاتلة؟

أجربُ أن أكتبَ كي أتحرر من أسر فكرةً ما
هكذا يقول الناسُ في مديح الكتابة

في سكب الأحلام والمخاوف

على ورقٍ فارغٍ

وإطلاقها عصافير للجنَّة
أكذبُ وأصدِّقُ ذلك..

وأكتبُ
لكنني أصنع وشمًا جديدًا على جسدي 

لا ينمحي
غير آملةٍ في التحرر من شيء

أخفق في فك أسري من رباط القهوة
ربما أكتبُ عنها آملةً في رضاها
كوثنيةٍ بلغت محبّتها نطاق الإيمان
يطلب الطبيب أن أحدد مسارها في دمي
أن أغلق بابي أمامها

في السادسة مساء
كي لا ينفتح جفناي ليلا ويتسعان
لكنني أوقِّع عقدا جديدا معها!

القلقُ نقارُ خشب
يفتت المستقبل بمنقاره المدبب
والقهوة تعيدُ غلْي قلقي من العالم على نارٍ حامية
أعرف ذلك
والجميع يعرفون

لكنني حين أحلُّ حجابي

بعد صلاة العشاء،
بعد فرد الملابس التي انحشرت في فم الغسالة..
الغسالة التي تطلق الموسيقى حين تنهي عملها
لتذكرني بالــ هوم ويرك الخاص بي!
بعد حدوتة نوم الأطفال
وانتظار عدة ساعات أخرى يروون نكاتهم الخاصة

ويضحكون عليها
ويشبعون رغبة عدم سماع الكلام

ويثبتون قدرتهم على السبِّ داخلهم،
بعد أن تستسلم مارية لدوائها الذي يخفف ألم شفتها المتورمة
بعد أن سقطت في فورة غضب عادية.
بعد أن ينتهي كل ذلك،
يكون من الطبيعي أن يظهر فنجان القهوة في رأسي
حاجبًا أرقام الساعة

يظهر ببياضه الأقرب لألوان الباستيل الساكتة
فأرغب – كالأطفال- في فعل مغامرٍ
حتى لي أنا،
أرغب في سرقة سريعة

كرشَّة خفيفة من التوابل الحارة
كي لا ينتهي اليوم قبل أن أقضم قطعة من كتفه
أبصق النصائح التي أعرف صحتها
والحقائق التي لا تجدي معرفتها

والقوائم التي أضعها لأحققها طوال الوقت.
أضع مارية في سريرها المحاط بالآيات
كي لا تحيدَ عن قلقي عليها فتسقطُ ثانية
وأفكر في سرقة أكبر في المرة المقبلة

ربما أسرق جملًا يشبعني

أو قبلةً من فيلم You’ve got mail

أو عُشبًا مخدرًا
وأنا أبلل شفتي ببقايا آخر سرقةٍ لي

مقالات من نفس القسم