رواية رجل يجلس على المقهى .. يشرب الشاي، ويدخن الشيشة، وينتظر فكرة

رواية رجل يجلس على المقهى .. يشرب الشاي، ويدخن الشيشة، وينتظر فكرة
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

روايــــــــــة

أحمد عبد الجبـــــار

.

هو شخص عادي . إذا قابلته لن تعرفه لكنك ستبتسم له . كان يتخفى ..  يتنكر بأن يكون عاديًا ! أحيانا أظن بأنه يلعب لعبة خطرة جدا لدرجة أنه يهرب من الفكرة أو يلعب معها الاستغماية ، لكنه هو دائمًا الذي يختبيء وهي التي كانت تبحث عنه ، كان يختفي بأن يكون عاديا ؛ ولهذا كان يتحرج من شهرته كثيرا و من ابتسام الناس له .

عندما يتعب من الاختفاء كان يحتمي بالآخرين . لكن ماذا لو كان جالسًا على المقهى وجاءت الفكرة لتبحث عنه واختفى خلف ظهر صديقه .. هل ستجيء إلى صديقه وتتركه ؟ هذا خطر جدا . كان جزء كبير من عقله يلعب بالأمر،  يلعب بفساد شديد لتدمير حياته  وتد ميرخطته ، ولم يكن يقاوم ..ولكنه يُحدِّث نفسه : وماذا لو حدث هذا .. تجيء الفكرة ولا تجده ؟ .. ستصبح فكرة وحيدة لا يحملها أحد ، وتتعب من البحث .. وتجلس على  الرصيف .. وتدوسها الأقدام .. وتتلوث بالتراب والماء ..وتهلك .. ويحيا هو بدونها .عند هذا الحد كانت تأخذه رغبة شديدة في البكاء ، البكاء من الحزن على الألم الذى نسببه لأفكارنا وعلى الفساد الذى قد طال الحياة والقيمة الأخلاقية ، وأن واحدا لا يستطيع أن يخلص لفكرته ، هذه الأفكار لم تبكه مثلما يتفرج على مشهد رومانسى يتخلص فيه البطل من حبيبته من أجل الواجب ، كان يبكى بشدة لأنه يشعر أنه في لحظة يعرفها تماما سيخون فكرته من أجل أن يعيش الحياة التافهة العادية مثل كل البشر الذين لايحملون أفكارا ، يبكى وتظل آثار دموعه على خديه وهو خارج من السينما وتراه الناس وتبتسم له في تعاطف .

.

يمكنكم تحميلها من >> هنــــا 

 

مقالات من نفس القسم