رواية “المريض العربي” لـ هدى توفيق

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

تصدر قريبًا عن دار روافد رواية "المريض العربي" للروائية المصرية "هدى توفيق" تستلهم الرواية من واقع لا يتجاوز العامين ،من عام 2012 الى بداية عام 2014، أي خلال فترة حكم "الإخوان المسلمين" في مصر ،هذه الفترة الشائكة في عمر الوطن ، التي لا زالت مصر تعيشها منذ ثورة 25 يناير 2011، ويتم هذا من خلال بطلين يمارسان لعبة الإنصات والحكي ،عن طريق خلق عالم إفتراضي من مكانهما الثابت ، نتيجة لعجز حركي أصيبا به الأثنان عن قصد أو فجأة ، وقد إنفصلا عن العالم الخارجي لفترة من الوقت ليست بقصيرة ، مما يدفعهما للبحث عن طريقة لمواجهة هذا التلاشي والعدم وشعور طاغ بالعجز النفسي أت من عجز حركي بالغ الصعوبة ، مع التوضيح أن هذان البطلان هما رجل من العراق : يحاول الهروب من بغداد بأي شكل هروبا من ملاحقة المشيليات الإجرامية له ، التي تحاول قتله أكثر من مرة حتى ينجحوا في إصابته مما يؤدي الى فقده الجركة والحبس الأضطراري ، أما البطلة هي امرأة من مصر تتعرض هي الأخرى الى حادث مأساوي بالصدفة ، فيصبح عالم الانترنت هو الوسيلة الوحيدة للإتصال بينهما وبين العالم الخارجي والداخلي أيضا .

تصدر قريبًا عن دار روافد رواية “المريض العربي” للروائية المصرية “هدى توفيق” تستلهم الرواية من واقع لا يتجاوز العامين ،من عام 2012 الى بداية عام 2014، أي خلال فترة حكم “الإخوان المسلمين” في مصر ،هذه الفترة الشائكة في عمر الوطن ، التي لا زالت مصر تعيشها منذ ثورة 25 يناير 2011، ويتم هذا من خلال بطلين يمارسان لعبة الإنصات والحكي ،عن طريق خلق عالم إفتراضي من مكانهما الثابت ، نتيجة لعجز حركي أصيبا به الأثنان عن قصد أو فجأة ، وقد إنفصلا عن العالم الخارجي لفترة من الوقت ليست بقصيرة ، مما يدفعهما للبحث عن طريقة لمواجهة هذا التلاشي والعدم وشعور طاغ بالعجز النفسي أت من عجز حركي بالغ الصعوبة ، مع التوضيح أن هذان البطلان هما رجل من العراق : يحاول الهروب من بغداد بأي شكل هروبا من ملاحقة المشيليات الإجرامية له ، التي تحاول قتله أكثر من مرة حتى ينجحوا في إصابته مما يؤدي الى فقده الجركة والحبس الأضطراري ، أما البطلة هي امرأة من مصر تتعرض هي الأخرى الى حادث مأساوي بالصدفة ، فيصبح عالم الانترنت هو الوسيلة الوحيدة للإتصال بينهما وبين العالم الخارجي والداخلي أيضا .

وهكذا تمزج الرواية بين ثقافتين عربيتين يحملان لواء  الحضارة المصرية القديمة ، وحضارة بلاد الرافدين العريقة .

من الرواية:

– تعرفين وردة أشعر بك أمي التي توفت قبل رحيل حبيبتي، وعندما رحل الإثنان شعرت أنني يتيم يتم البؤساء

– أنت تضحكني

– هذا ما أريده أمي

– وماذا تريد من أمك أيضا

– إحكي لي حكاية تشغلك عن الحزن وتذكرني بأمي فأنا يتيم وردة

– إذا يا أمير بغداد المجهول سأحكي لك عن سندباد بغداد

– ومن هو سندباد بغداد؟

– هو شابا صغيرا ونحيل الجسم لكنه يبهر الجميع بقوة إرادته وشجاعته في مواجهة المهالك التي كانت تهدد حياته

– وما حكايته وردة؟

– في مدينة بغداد عاش سندباد لسنوات يستمتع بالدعة والراحة، ورث عن أبيه الكثير من الثروة، وبعد ما أنفق جميعها في اللهو والمتعة، وأصبح مفلسا، لم يجد غير السفر طريقا للهرب من فقره، ومن العمل بالتجارة وسيلة لتحصيل رزقه.. ولما حزم أمره واستقر رأيه اشترى بضائع بالقليل مما تبقى من ماله، ثم ركب سفينة من ميناء البصرة، وخرج يتاجر بها بين البلدان.. ورغم ما صادف خلال سفره من متاعب وأهوال، إستمر يعاود السفر حتى بلغت أسفاره سبع سفرات وكأنه أخذ يضيق بالسلامة ويستلذ العيش بين الأخطار.

كان سندباد  كلما خرج برحلة، طوحت الأقدار بسفينته، فيعيش وحيدا في جزر خطرة، أو تتقاذف سفينته الرياح والأمواج العتية وذات مرة استغرقه النوم فغادرت السفينة الشاطئ وتركته وحيدا وفى مرة أخرى إنخدع مع المسافرين وأقام على ظهر سمكة ضخمة.. ولما أخذت السمكة تتحرك، تدافع الجميع للسفينة دون أن يتمكن سندباد من اللحاق بها وفى مرة مثل المرات الكثيرة التى عاشها سندباد بغداد الشجاع  هاجمت الحيتان مركبته وقذفتها طيور الرخ بالأحجار لتغرقها، اجتذبها جبل المغناطيس وحطمها ودائما ما كان سندباد ينجو سابحا يمسك بلوح خشبي أو محلقا يتعلق بذيل نسر أو طائر رخ.

وفي إحدى الجزر أشفق على عجوز لضعفه وكبر سنه، وحمله على كتفيه لينقله إلى بيته ولأيام عديدة ظل العجوز يتشبث بظهره، ويفرض عليه السير والتجول ليلتقط طعامه دون أن يستطيع مخالفته.

وذات مرة ظل سندباد يصارع الموج، حتى وصل لجزيرة ينبت بأجسام سكانها أجنحة يطيرون بها، وحين حمله أحدهم وطار به في الهواء لفترة، إندهش سندباد لقدرته وراح يذكر الله ويكبر ويسبح.. ولما كان سكان الجزيرة أنصاف شياطين، كره من يحمله التسبيح والتكبير، وألقى به على جبل تعيش به الحيات التي لا تقتات بغير لحوم الآدميين  ولكنه هرب وأنقذ نفسه  مثل كل مرة وكما شاهد خيول البحر الهائلة الحجم وهي تخرج تتريض على البر أبصر طائر الرخ الذي يحجب الشمس بأجنحته، ويحمل الفيل بمخالب أظفاره حتى يطعم بلحومه أفراخه.. وتذوق سندباد متعة السفر ولذة التنزه بين البلدان وبعد أن عاد من رحلته الأولى لم يعد يستمتع بالدعة والراحة مثلما كان يستمتع بها  في سابق عهده رغم ما حقق خلالها من ثروة وأبدا لم يكف عن السفر إلا حين تقدم به العمر وضعف جسده..

– إذا وردتي سندباد هذا قدوتي..

– نعم يا نور

– أعرف أنت تحلم بالتجول والسفر بعيدا وطويلا وتأمل في دوام الرحلة

– هذا قدري يا وردة، لم يعد لي عنوان ولا وطن ولا أهل وقد رحل الجميع وهجروني وهجرني الوطن..

– تصبحين على خير أمي

– تصبح على خير يا سندباد بغداد   

مقالات من نفس القسم