شرّفتنا يا رجل،
شرفتنا في بيتنا، لم نعد نحن مملكتك ولا هياكلنا عظامك، أنت ضيفٌ ستحكي لنا عن شبابكَ قرب الله، وترسم لنا حبه لك وحبك لنا، حتى أنك بكيت للعواصف فلمح ضعفك وتصدعاتك وحاجتك للريح..
مرحباً بك دون أجنحة، ولا ملاءاتٍ تَصُرُّ فيها عيوننا.. دون قبعاتٍ أصلها أرواح وأمطارٍ في كُمِّ مغفرتك..
سترى بنفسك، بأطراف مشاعرك،
كيف كبرنا وتصالحنا مع قتلنا إياك، بدهان محبتنا، وكيف ضاجعنا المومسات على فراشك وإزاء نظرتك العامرة.. لم نحافظ على صلواتنا ولم نغسل مرايانا بماء الأحضان.. حتى خدنا الأيسر لم نناوله لعابري السبيل، أولئك الذين نسيتهم خارج القارب..
كل هذا العتاب في كَفِّكْ ؟!
سامحنا لأنك واسع رغم أنك تملك مقرعة، والمكان على أي حال أجمل من قبرك، قبرك الذي رسمناه في كراسات الرسم على مقاس ذكرياتك وسددناه بالكلام الأسوَد، كأننا نخشى هروبك.. الذي يجلس عليه المقامرون ومصاصو الدماء، ويمر به التاريخ في زجاجات رخيصة، أما قبرنا فقد اتسع الآن كثيراً، بعد أن كَوّمنا هيبتكَ في الدولاب، وصرنا نقتحم كل حين ونبكي على أعدائك، الذين صادقنا أولادهم واصطدنا معهم آبائهم من الأحلام..
أو من قلب اللحم
أو عند السقف البعيد…….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤمن سمير
شاعر – مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاص الكتابة