طارق هاشم
حين افترقنا..
فكرت أن أرسم لك بورتريهاً
لكن الألوان عاندتني..
الأزرق الذي كم حدثتني عنه..
لم يذكر شيئاً جميلاً لك
البيوت التي ألفناها
الشوارع
الساحات التي مررنا بها،
أعطتني ظهرها من بعدك
وحدتي خرجت من حيز التخيل لتقفز في الواقع كشبح
لا يهزمه حتى الأعداء
لقد هرمت يا ليلى
ظلك لم يعد يزورني في الليل ليغلق باب عزلتي
تخيلي..
حتى الأحمر القاني خذلني
أنا الذي تعلمت على يد جوجان وكليمت ورينوار
أصبحت يدي عاجزة عن الحركة
تذكرتك.. نعم
وأنت ترممين دموعي التي أصبحت كرصيف
يكره العابرين
تذكرتك.. نعم
وأنت تعبرين قلبي كرسول..
أنكرَته قبيلته فعاد إلى الصحراء مهزوما
الألوان جحدتك ياجميله
فلا تجرحيني بالغياب
فأنا بدونك دون يد
دون ذراع تحفظ الريح فتردها عن ظهرك
حين يحل الشتاء