رسالة جديدة

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

علي الدكروري

أنا كبرت ياعفت
لم يعد أطفالي
يركضون نحو شجرة التوت
في الصباح
والنهر الذي كان يجوب الحقول
وهو يحمل الناي
لايستطيع الآن صعود السلالم
ولدي سلة
ألقيها من الشرفة
وأجذبها فارغة كل يوم
من الذي سيوزع الأحلام
علي الفقراء
في زمن كهذا؟
أنت طيبة
كالجدول القديم
وكصوت أمي
تحملين الخبز والضحكات
وتجوبين المدينة
المحبون غابوا
فكيف تقرأين وحدك
كل الرسائل
و الطيور خذلنني
لأن السماء ليست لي
والريح التي كنت أرسلها
للبنات
في مواسم النهار
تسقط كالأغنيات
في الطريق
كل شئ يقول لي
كبرت يارجل

في السيارة
السيدة الجميلة
تترك كل المقاعد فارغة
وتجلس بجواري
وتقول أهلا
والسائق الذي يقول لي
وأنا أهبط 
علي مهلك
وأنا الذي أجلس بجوار النافذة
وأقول: عشت
بهذه البلاد من قبل
في الشارع
يحاصرني التلاميذ
ويحملون الأوجاع عني
يقبلون يدي
كأنني قادم من زمن ما
أجمع الخطي
التي تسقط مني
علي الطريق
في البيت
لم تعد الوحدة كما كانت
كبرت مثلي
صار لها شعر أبيض
وأقدام مهتزة
أخبرتني أنها تريد
من يساعدها
وأنه يجب أن أبحث
عن أيام
تجيد الطهي
أو عن سيدة
تجيد الأيام
في الحجرة
بلاسبب
أبكي كثيرا ياعفت

لا أعرف ما الذي حدث
لأحكي لك
نمت وأنا أقول للبنت
أحبك
واستيقظت
وهي تقول لي شكرا ياعمو
قولي لي
أي حب هذا الذي يترك
المحبين
يدخنون الذكري
ويسافر
لو كان حبا
لما تحسس لحيتي
البيضاء
وضحك هكذا
سأبوح لك بسر
الحب
لايجيد الغناء
ولايحب الشعر
وليس رقيقا أبدا
كل الحكاية
أنه ارتدي الملابس الضيقة
و بعض الجمل
الحميمة
وصار ينظم الرحلات
ويقود من يصدقون
أن القمح حين يحب
قد يصير طائرا
ليس الحب فقط
ابنتي فعلتها
زرعت الورود
في الورود
وحين كبرت
سافرت
أخبريني
ماذا تفعلين هذه الأيام
أنا مثلا
اسهر علي المقهي طوال الليل
وكحكيم هندي
أجلس مع أصدقاء
فقط نتصفح الهواتف
بكآبة
وكل فترة
يبرق النادل
ويمطر السكوت
وفي النهار أقول للطلاب
نفس الكلام
الذي اقوله منذ عشرين عاما
لا أعرف كيف يوجد
معلم بلاجناحين
أو محبة
بلا لحية بيضاء
هل كبرت حقا؟
ربما فقط
الذين ينظرون خلفهم كثيرا
يشعرون بالتعب
ربما
البنت لم تكن تحدثني
ولم أقل لها أصلا أحبك
ربما السائق
كان يمزح دائما
والحب سافر
ليجمع بعض المال ويعود
الحياة صارت صعبة
ياعفت
وما أصعب الأيام
حين يكون العاشق نهرا
والبلاد بعيدة هكذا

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم