رسائل للغرباء التائهين

رسائل للغرباء التائهين
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

سأمضغُ الاحلام ببطء

وأبتلع مرارة الحرمان

وأتحرر

من دوامة الأمل المفرغ،

القهر المعبأ فى الزجاجات الفارغة القديمة القيته على امتداد الرحلة، هكذا كانت تتساقط كالأشواك عمودية على القلب، فيرتعش تحت وطأة الخذلان، لا ينزف، الجذور ممتدة فى منظومة منزلقة نحو الحنين، سنسقط جميعاً الآن، هيا.

النهار يحمل ساعات قليلة من الوعى الجاثم على انفاس الطبيعة، النور يُظهر الحقائق المتوارية تلك التى نهاب ظهورها وتصديقها، الليل أكثر شجاعة، يحمل الأسى وكل الخديعه بظلام دامس وموت مؤقت يتمدد على رؤوسنا.

يوماً، خبأت شعاعاً من الشمس تحت السرير، السرير يوصل إلى بئر عميق تدفن فيه الذكرى وقتلى الحب، يتدفق منه عسل ومسك، لم يقصد التيه يوماً، ولكنه كان عنواناً على جباهنا، تجرعناه كما نتجرع كل الأخبار المدلسة.

كم جناح ولد وتكسر

كم يد مُدت بالحب وتفتتت

الجمرات متناثرة، والشعاع ينبت النار، الهواء بارد يزيدها اشتعالا وشهوة، المكان مشتعل، ونبحث عن الدفء!

بالأمس أكلتْ طحلباً أخضرا واستطاعت أن تجلس الليل بأكمله تصارعه وحيدة، وحيدة تماماً

أرسلتْ رسائل للغرباء التائهين

ورسَمت خرائط لبلاد لا تعرفها

ولكنها كانت صادقة

صادقة حتى الكذب المبرر

اهربوا!

واعطوا المسافات فرصة أمام عواصف الرحيل

استيقظوا فى العتمة وارقصوا

غير أنه سيبقى فى الخارج دوماً، طرق محفورة كالآبار لا يراها إلا عاقل، كلنا نتساقط فيها، حتى من ادعى التعقل يوماً.

فى قلب الارض، تنمو عظامنا أقوى، نتحمل سحق الروح، وكثافة غبار الحب، والصمت البائن كبلورة ملونة.

فى الأرض، ما من أجنحة، كل الهاربين يركضون فى غيضة وألم

السخرية سبيل كى يملؤوا فضاء المكان بزهو الانكسارات

كم من ثعلب تسلل نحو جحورنا

وكم كنا جبناء!

فى وسط الأحياء المتجمدين هؤلاء، ستتعلم

كيف تسرى بين الناس يوما، على خط مستقيم، كلاعب أكروبات محترف، تبتلع النيران، وتأكل الزجاج، تصارع الحيوانات المفترسة، ولا يحدث لك شيء، لا يحدث لك شيء على الإطلاق !

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني