نعم.. أنا ياسر الزيات:
تركت لكم كل شيء على حاله: المحبة الحارقة والموت الفجائي، القصائد الخربة والحياة المؤجلة، العزلة الوراثية والقسوة الأبدية. تركت لكم كل شيء على حاله، فرتبوه إن استطعتم، أو اتركوه على حاله، وتخلصوا مني لتحرروني. حرروني، أنا الهائم في جحيم ذاته، حرروني.
نعم.. أنا ياسر الزيات:
وحدي، وحيد، خائف. ربما أنا لا أحد، أو لاشيء. فما الذي يعنيه هذا الوجه؟ ما الذي تعنيه العينان المزدحمتان؟ ما الذي يعنيه القلب الغائم الطري؟ ما الذي تعنيه هذه الكتابة العرضية المعلقة في الأصابع؟ ولماذا أبكي هكذا كعاشق خائب، كإرهابي، كمنفي في ذاته، كنصف برتقالة، كشتات بلا نهاية؟
من أنا حقا؟
ربما أنا ياسر الزيات:
وحده، أو بعضه، أو بقاياه، أو أثره، أو نبضه الأخير المتلاشي في اسم بلا معنى، يفتش عن جسد بلا معنى، ليكون شيئا، مجرد شيء مكتمل، له نهاية واحدة تجعله وحيدا أو خائفا، أو ميتا حقيقيا تحضنه رمال حقيقية، يبعثرها هواء حقيقي، كلما مرت حبيبته عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شاعر مصري