خالد السنديوني
سوف تظل
صورتي المنحوتة في قلب الليل
مادام هناك مسافرون في الظلام
يتلفتون حولهم من الخوف
سواء ظهْرت فجأة
مثل الموت
أو لم اظهر أبدا،
**
أترك تذكارات أينما ذهبت
قدمي أتركها في الفخ
لصيادين ظنوا أنهم أمسكوا بي ،
**
أترك جروحاً عميقة غير قاتلة
في أجساد ضحاياي
أخفي جبنهم بقصة
يتحاكون بها طوال العمر ،
**
أترك ضحية خلف القطيع
حتى يتعلم الباقون
معنى الجماعة ،
**
أترك صورتي لا تهتز
وشعيرات قليلة من جسدي
لعواصف يوم القيامة ،
**
أنا ملك البرّية
أتابع من مكان ما في الظلام
قصة البشرية
لا فرق عندي بين أسد وقرد (الاثنان صارا زملاء في السيرك)
أستطيع أن أراهما
يقفزان سويا عبر حلقة مشتعلة
من أجل هدف نبيل
وقد علمت مؤخرا ً
أنهما تعلما الجلوس في هدوء ورضا
تحت سوط المروض
كما تعلما الابتسام الرخيص والانحناء
بعد كل فقرة ناجحة ،
**
يحبس العالم أنفاسه عندما اقترب
يتنفس العالم
عندما أبتعد إلى التلال البعيدة
رغم أنه في كل حال ينتظر في شوق
صوت عوائي
إذ لا أروع من
نداء الحرية المتوحش
………….
*من ديوان “نمر يبتسم”