بَدْءًا من العنوان، ومرورًا بالقصائد، هناك “مُوسيقيٌ” يغني بمفرده للعالم، وهناك قصائد تسكنها الموسيقى الداخلية، ونغمات حنين ناي “الرومي”، يحيلنا إلى “الناي” في بداية المجموعة الأولى للديوان المعنونة بـ “ناي في صحراء الوطن”
في قصيدة “الهمجي” يعبر الوحيد “الولد الهمجي” عن موسيقاه وتفرده بعيدًا عن صخب العالم:
الولد الهمجي الذي سيقطعُ كلَّ الأشجار
ليُبقي على جميزة وحيدة
وشارع وحيد
وشُرفة قديمة
ويشعل أطفاله الصغار
ثم يأتي الإِخبارُ عن ذلك الولد:
يمَّمَ وجه شطر النيل للبكاء
يُهيمن على القصائد البطل الفرد/ الوحيد تأكيدا على رسوخ دلالة العنوان وتماهيه على طول الديوان، كما يتراوح بين ضمير المتكلم وضمير المخاطب إما لامرأة أو إلى شخصٍ آخر، ويتم الالتفات هذا داخل القصائد نفسها.
كما يُفَتِتُ الشاعر بعض قصائده لشذرات خاطفة تُعبر عن حالة شديدة من العمق والخصوصية والتكثيف، ويصل التكثيف إلى الحد الذي تصل فيه الشذرة / الومضة إلى خمس كلمات فقط كما في قصائد الفجيعة:
مثل غَرناطة
كان حُلمًا
فانهار
يضع الشاعر الفن “الخالد” أمام الفنان “الفاني” في معركة ينتصر فيها الأبقى، ويكون القلبُ حكمًا بينهما:
ما الذي يفعل الشعر إذا طعن القلب
ربما مثلي يموت
لا تظل الشذرات تائهة في ملكوت الديوان دون رابط بل يجمعها خيط يضمُّها تحت عنوان “قصائد الفجيعة”.
ثُمَّ يحلق الطائرُ بجناحيه في نورانية التصوف، ويخوض غمار التجربة، يقول الشاعر في قصيدة “أبو القاسم”:
مَددٌ يمدُّ على امتداد الروح
مئذنةً ونايًا
في اكتمال العاشق الصوفي
ثم يعود الطائرُ ويحن لأصله الأرضي
يُشعل ساحةَ الذِّكر انفجارًا
بالغناء وبالنساءِ
لو كان لي قلبانِ
لو كانت تُشاطرني البناياتُ الجوى
لو كان .. لو.
اقرؤوا ديوان (موسيقي وحيد) .. واستمتعوا
يمكنكم تحميل من >>> هنا