ديوان لافتات انشداه ـ دفتر رقم 50

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

كمال تاجا*

كنا ندب

كالضب

من شدة الوطء

فوق فركشة خطواتنا

بين الحفر

التي خلفتها القذائف

في مواضع

توزع بيوتنا

-

ونكب على وجوهنا

عاجزين

عن الحركة

في مواقع انفجارات القنابل

ونحن نولي هاربين

من القصف العشوائي

على أسطح دورنا

التي سويت بالأرض

وأولادنا تتمسك بأضلعنا

التي تكاد تنتزع

من ترنح أعطافنا

أمام رشقات رصاص

المدافع الرشاشة

والتي كانت تطاردنا

على طول المدى

وبسرعة شظية

لمنية خاطفة

-*/

2

عملنا كل ما بوسعنا

شقننا الدروب

وعبدنا السبل

بأخف دابة

على الأرض

بحثاً عن شبه عتق

عن حرية شكلية

عن موطئ قدم

يلوح لألحاظ

حسن ظننا

ونلوذ به

كحمى

عما شبه لنا

ونضعه بالاعتبار

كبديل بلد

كصنف رديف

من أشكال الوطن

-*/

3

كنا ألعوبة دول

على طاولة مباحثات

لعبة رمي نرد

المتناقضات

على دواعي سرورنا

لنخسر جدارتنا

على فراش وطن وثير

ووري الثرى

وتحول إلى كابوس

لقض مضجعنا

ولنخسر أسعد لحظات حياتنا

في رمية

مدفعية نرد

على مدن من الدمار الشامل

لشعب

تقصفت فرائصه

من سرعة دنو أجله

وعانى الأمرين

من الحمل الثقيل

لعشق بلد

لا يفارقه

والذي يستعد طوال الوقت لاستقبال

جيوش الذئاب المهاجمة

لقبلات النهش

وهي مدعوة

على وليمة عهر

ما بين الفخذ العربي

والصرة القومية

ولتسفك دماء عذريتنا

وعلى  السرير

التي تروجه

محارم ورقية بخسة

من طفح الكيل

وفي مواصلة النحيب

والإجهاش بالبكاء

على شرف مدحور

من عيل صبرنا

على أرائك ندامة

منفوشة

من الدمار الشامل

فرت من على رؤوس

أنامل تمتعها بالسعادة

-*/

4

كنا ننسج

من رياش نعيم النسيم

أزياء العليل

كثوب للعافية

وللانتشاء

بما كسبت أنوفنا

في سباق قطف الشذى

من أجمات الياسمين

في ربوع الشام

-*/

5

سكراتي المتهاوية

كثمالة مترنحة

خارجة للتو

من حانات

مرابع الليل

مع غانيات

الصدفة

التي تهبني جسدها

الرخيص

مع أشيائها الحميمة

بثمن بخس

وتهبني

لذة حرى

دون أن تعرفني

عابر سرير

وغى  حرب

لحظات حرجة

-*/

6

وطن يجري ذكره

على زلات لسان

عيل صبري

وأنا أحمال

لم ترفعها بعد

عن عاتقي

كعقبى

لأوزاري

ينوء بها كاهلي

عند عبور منافي

الفلاة الدولية

-*/

7

وزعت باقات زهو

وجودي

ككيان إنساني

في بلاد الله الواسعة

من تراث خالد

يلمع

في شيوع

الألحاظ الدائرة

حول أصالتي

والتي كنت أسور بها سياج

أوابدي المزروعة

بالتاريخ

كجذور إخلاص وانتماء

إلى بلدي

-*/

8

لماذا وجهي مكشوف

للعراء

ككارثة غير طبيعية

وسحنتي نافذة على العلن

كطابع مميز

وتجاعيدي ستارة مسدلة

في وجه مدى

شعوب مكشرة

فاضحة

للتكشيرة

وإن كنت ناسي

أفكرك

حتى لا تسيء الظن

عند تحولي إلى غبش

غامض

لعقدة الجبين

وأنت تراني

كسجل مدون

لألحاظ

ملاحظاتي

كإنسان عاجز

عن الحرية

وأنا عار عن الصحة

دون إخلاء سبيل

-*/

9

لا لم أنكس خضوعي

كأخمص قدم

بندقية ندم

كجندي مهزوم

وفي  فوضى عارمة

لحرب طاحنة

تخلى عن أسلحته الخردة

بعد موقعة منتهية

من الدمار الشامل

هذا ولم احتفظ بتذكار

لعبوة رصاصة

أداعب بها الحائط

غير المخترق

بالقذائف

العابرة للحذر الواجب

لشعب ترك

مواجع انطراحه

على دروب مربكة

وإلى جانب ساحة الوغى

تشير

إلى انكسار شنيع

في معمعة المهالك

وباستسلام مذل

عند انتهاء المعارك

طالما أنا ما تنكرت

لأصلي

عن انخراطي

بالحنين

إلى جذبك

لثمالة أطرافي

لأميل

كالمركب السكران

إليك يا وطني

-*/

10

لا لم نعد بحاجة

إلى سعف نخيل

راقص بالهواء الطلق

على حلبة السراب

كي يثبتنا كبدو رحل

في صحراء عروبتنا

أو كأباطيل مروعة

في غياهب جاهلية الأزل

ولسنا بحاجة

إلى نصب خيمة ضئيلة

مثل خيبتنا الكبيرة

ليجتمع حولها

كل الضالين

الضاربين على وجوههم

في بيداء~~~ نا

لم يعرف بها ساكن

رسما

وخاصة بعد أن نهضنا

ورفعنا البنيان

في مدن الرمال

بمتانة طقس

النفط

ولا لم نعد آيلين

للزوال

-*/

11

عشقك ممزوج

بأدق خلجاتي

من غرام مثالي

وهو يدور بأحداقي

كمناظر خلابة

ويسيل مع رضابي

كمذاق نادر

ونظرتي رايات خفاقة

إليك يا شام

-*/

12

مع أني

لم أرك

ولم تقع أنظاري عليك

منذ أمد بعيد

ومع ذلك فما زلت

تسكن قلبي

كنبض حي

ممسوك بقبضة جوارحي

عصي على الزوغان

-*/

13

مهما تواريت

لا يمكنني

أن أخفي وجهي

ولا حقيقة أمري

عنك يا وطني

وأنت انكسار شبحي

في كل كف بصر

بطيات الغياب

-*/

14

أيها السادة

ما يزال وضوحي

وجلاء مظهري

يقيكم

شر الغموض

والزلزلة

-*/

14

خلعت إزاري

كل نبسات الذعر

وخض بدن زلزلة كياني

نتيجة القصف

بنيران صديقة

للبيئة

 

مع خفض توتر

قشعريرة التوجس

عندما اعتقدت

أنني نجوت بجلدي

دون أن أدرك

من أنه

لا نجاة لي

من عشق الوطن

-*/

15

عيون ساحرة

تقود قطيع ألحاظ

مع رفات رموش

في حراسة حاجبين

لحدج نظرات

من فوق أنف

يطل على شفتين قرمزيتين

وتدور ابتساماتها

لتصنع لوحة أنثوية فاضحة

من تبضع خلجات

الإنجذاب

لجمال رائع

-*/

16

ديارنا بعيدة

عن ملمس أصابعنا

مهما لعقنا

بقايا الندامة

عن رؤوس أنملنا

وبأطراف ألسنتنا

بحثاً عن مذاق وطن

لم يغادر جمعه الغفير

للرفق

برقرقة دموع

شغاف قلوبنا

-*/

17

أيتها الأمواج العاتية

حطمي الشطآن

ألطمي الصخور

مزقي خرائط

أطلس البلدان

بعدما تهلهلت الرايات

ومالت السواري

نحو تضاريس جديدة

وعلى غير هوى أفئدتنا

حتى وقفت قلوبنا مشدوهة

لا تعرف كيف تخفق

ولا لمن تصفق

نبضاتها المشتتة

عن تقلب النفوس

بين تلون اطلالات

بلاد لا تخصنا

بطيب المقام

*/-

18

أيها الإعصار

خفف الوطء

تمهل رويداً

كزوبعة جارفة

تطل على سكن

وطن

أخذته الزلزلة

وترفق بنا

واترك لنا

مرسى بعيد

كأمل متبق

لنؤوب إلى حمى أوطاننا

-*/

19

أيها الوقت المستقطع

من التوقف دقيقة صمت

بين شوطين

أبحث عن هنيهاتك الفاقعة

في جيوب غيري

من ممارسي العيش

على أرائك

التمتع بالسعادة ا

في هذه الحياة

والذين كانوا يقضون

أسعد لحظات

حياتهم

في فوز عظيم

بنعيم

قطف يانع الملذات

ومن كل ما هو آت

من نزوات

على آرائك السعادة

في حمى أوطانهم

-*/

20

الشعور بعدم الرضى

في ملعب

يضم جمع غفير حاشد

لمتابعة ركلات التصدي

للضربات الترجيحية

والتسديد على هدف طائش

أمام جمهور لا يرحم

زلات أقدامك

أمام المرمى

-*/

21

لا تحطموا المرايا

لكي تتعرف على بعضها

الأخيلة

حتى نفرق بين أشباح

غامضة

جالسة بالعتمة

تحت ظلال الزيزفون

أو كي يضيع علينا أسباب

انشداهنا

من أشباه

أشباح مكشرة

وأطياف داشرة

فيما حولنا

لا نعرفها

ولا تتعرف علينا

-*/

22

الوطن

مثل التقاط أنفاس

لهاث يدق

بأجراس جنان

لا تجلجل

إلا بالعزف على نياط قلوبنا

وحبك واقف

على عتبة باب

شغاف القلب

وعلى غير نبضك

لا يفتح لأحد غيرك

يا شام

-*/

23

لا لم أنبس ببنت شفة

بالغربة

قضمت لساني

وتركت هذه اللعثمة

واللغو

الذي لاتفضي لشيء

من زلاته

كسهم سم بحلقومي

بالمنفى

كعابر سرير

أوطان لا تحصى

-*/

24

لا أعرف ما هو  المطلوب منا

عندما أضحت فقاعات

زبدنا

على الشواطئ

أكبر من بالون

من الخيبة

يصطدم بصم

ذهولنا

ولا ينفقع

ويحملنا ما لا نقوى

من انحسار مد

بدء انفجار تهلهلنا

كعبوة ناسفة بالمنفى

-*/

25

كانت أهواؤنا

شرفة ممدودة

على أفق

يتسع

لامتداد جوانحنا

وعلى طي مدانا

ولذلك

كنا نطير فرحاً

إلى كل ملاذ

وطن

آمن لأولادنا

………………

شاعر من سوريا

 

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

Project